خمس عادات صحية ليوم أفضل...!
كيف نبدأ صباحنا، يحدد بطريقة ما بنسبة كبيرة كيف نقضي يومنا. فلو أننا استسلمنا لبعض العادات التي تخفض و تمتص طاقتنا فإننا سنجد أنفسنا بمردودية يومية تقارب الصفر.
و المسألة ليست في المنتوجية فقط لأن الإنسان ليس آلة للعمل و الإنتاج فحسب، و لكن الإشكال هو أننا قد لا نستمتع بالمرة بيومنا. حيث إذا بدأنا يومنا بطاقة منخفضة ففي الغالب لن نستطيع أن نستمتع بالحياة اليومية.
و هنا سأستعرض خمس عادات صحية، لو بدأت بها يومك، ستكون لها تأثير إيجابي عليك لطيلة اليوم.
و هنا أود أن أشير، بأن العادات لا يجب أن تتحول إلى نوع من الواجب أو الالتزام بنوع من الضغط، و إلا فإنها ستؤتي بعكس ثمارها و ستجد نفسك فريسة لنمط من أنماط التفكير السلبي الذي يدمرك من الداخل.
و عليه من بين العادات التي سأستعرضها في هذا المقال، يمكنك أن تختار عادة أو عادتين ارتحت لهما، و إلا ستجد نفسك تريد أن تفعل كل شيء و ستنتهي بألا تفعل أي شيء. فالمهم هو أن تبدأ بشيء ما حتى لو كان صغيرا و المهم جدا ألا يكون متعبا لك بطريقة لا يمكن أن تتحملها.
فما هي السبع العادات الصحية ليوم أفضل؟
1. تدوين الأحلام
احرس على أن تنام و بجانبك مذكرة و قلم، لتدون أحلامك فور استيقاظك.
ستجعلك هذه العادة في تواصل مستمر مع عقلك الباطن. و ستبدأ مع الوقت تفهم مصادر قلقك في الحياة التي تتمثل لك على شكل أحلام. و الأدهى من ذلك ستبدأ تلاحظ أن أحلامك نفسها ستتغير، أي أن قلقك و كوابسك عندما ستدونها ستبدأ تختفي تدريجيا.
هي عادة، تحتاج إلى بعض التصميم و الصبر في البداية، و لكن النتائج التي ستحصل عليها تستحق كثيرا هذا العناء.
و مع الوقت ستتدرب على تذكر أحلامك أكثر و أكثر، و ستجد سهولة في تدوينها.
2. تحديد الخطوط العريضة ليومك
اجعل لك مذكرة صباحية، تكتب فيها كل صباح ثلاث أسئلة و تجيب عليها يوميا قبل أن تبدأ يومك:
1. ما هو التحدي الذي سأقوم به اليوم؟
2. ما هو العمل الذي لو قمت به اليوم سأكون أفضل من الأمس؟
3. ما هو العمل الذي لو قمت به غدا سأكون أفضل من اليوم؟
هذه العادة لن تأخذ من صباحك أكثر من دقيقتين، و لكن تأكد بأنهما أثمن دقيقتين في يومك كله. لأنها ستوجه عقلك حول ما عليك و ما ترغب فعليا القيام به، و ستنقذك من لصوص الوقت من جهة، و من جهة أخرى ستجعلك مع الوقت تشعر بثقة أكبر في نفسك، لأن هذه الأسئلة الثلاث ستساعدك على الإنجاز و التطور المستمر.
فالمطلوب منك، أن تختار تحدي واحد كل يوم، لا ترهق نفسك بتحديات كثيرة. و أن يكون هذا التحدي له علاقة بك.
فمثلا، تحدي اليوم أن أكتب مقالا، و ليس أن أحصل على عدد محدد من الزوار. لأن الأول يتعلق بي أما الثاني فيتعلق بجوجل و بالزوار و بمعطيات أخرى لا يمكنني التحكم فيها.
فاختر تحدي يومي أنت وحدك من يتحكم فيه. و اختر تحدي بسيط تقدر عليه و لكنك تريده و ترى بأنه سيضيف قيمة لحياتك و لشخصك.
فهذه الأسئلة الثلاث هي وصفة سحرية جميلة لو بدأت بها يومك. لأنها تجعلك تتطور باستمرار و ببطئ أي بدون تعب يذكر. و في نفس الوقت تصبح أكثر وعيا بيومك و أنت من يسيطر عليه و ليس الآخرون.
الأسئلة الثلاث هي أفضل عادة يمكن أن تبدأ بها يومك.
3. الأذكار
كنت قد قرأت كثيرا عن التوكيدات و أهمية أن تبدأ يومك بالتوكيدات، و لكن عندما قرأت أذكار الصباح من السنة النبوية الشريفة، و تمعنت في معانيها و مقاصدها، اكتشفت بأنها تشبه التوكيدات و لكن هي خير منها، لأن ألفاظها مستوحاة من النبي الحبيب.
فابدأ يومك بأذكار الصباح مع استحضار معانيها، ستتزود بطاقة إيجابية و ستبدأ يومك بالتفاؤل و التوكل على الله.
4. صلاة الفجر
كل من قرأ كتاب " معجزة الصباح"، سيبدأ يفكر في أهمية صلاة الفجر و المواظبة عليها.
فهي عادة لو التزمت بها، ستنال ثوابها في الدارين. في البداية قد تجدها عادة متعبة، خاصة مع فصل الشتاء البارد أو مع الاستيقاظ في الصباح الباكر جدا في فصل الصيف.
و لكن يمكنك أن تجرب عند صلاتك للعشاء، أن تدعو و تتوسل الله سبحانه أن يوقظك لتصلي الفجر. و ستستيقظ بإذن الله.
واظب على الدعاء في كل ليلة إلى أن تتحول صلاة الفجر إلى إدمان إنشاء الله، اليوم الذي لن تستيقظ فيه ستشعر بأنك أضعت عبادة جميلة.
5. الركض أو المشي صباحا
صلاة الفجر مستحبة في المساجد، و من فوائدها أنها تمكنك من المشي صباحا.
و من أجمل العادات التي ستجعلك تستمتع بحياتك و تحمد الله أنك موجود في هذه الأرض، هو الركض في الصباح الباكر أو المشي.
رؤية كبار السن و هم يخرجون من المساجد مثنى مثنى بعد أداء صلاة الفجر ببشاشة و بوجه منير و كلهم نشاط و حيوية، ستجعلك تدعو الله أن تكبر مثلهم، أي أن تحافظ على حيويتك و نشاطك و علاقات اجتماعية طيبة.
و بطريقة ما ستدرك، أن سر حيويتهم و نشاطهم في الاستيقاظ و المشي في الصباح الباكر.
إذا بدأت عادة المشي أو الركض في الصباح الباكر، ستستمتع بالهواء النقي، و بسكون الصباح، و بسماع زقزقة العصافير و ستستمتع بأجمل فترة في الصباح أي من الفجر إلى الشروق، و ستكون قادرا على ترتيب أفكارك و على إفراغ عقلك من الأفكار السلبية و ستتخلص من التفكير الزائد و ستحصل على ذهن صافي.
إن تغيير بعض من عاداتنا الصباحية بعادات صحية، سيجعلنا نستمتع بيومنا و بالحياة بصفة عامة، و في قصة نجوى " الإثنين يوم جميل" التي كانت تكره يوم الإثنين فتعلمت كيف تستمتع به بتغيير بسيط في عاداتها الصباحية عبرة في ذلك.
 |
اليوم يوم جميل |