recent
جديد المدونة

ابدأ الآن...!

 ابدأ الآن...!

ربما لو سألت كاتبا عن أحسن رواية كتبها سيخبرك هي الرواية التي لم يكتبها بعد. و لكن إذا سألت أحد قرائه فقد يخبرك بأن رواياته كلها أو معظمها جميلة و بأنه منبهر بخياله.

و الإنسان هكذا، يعتقد بأن أحسن أكلةهي التي لم يأكلها بعد، و أحسن منزل هو الذي لم يسكنه بعد، و أحسن وظيفة هي التي لم يشتغل بها بعد، و أحسن أبناء هم الذين لم يرزق بهم بعد.

و هذا الشعور الطبيعي الذي وجد  لنتطور و نطمح لما هو أفضل، هو نفس الشعور الذي يوقفنا و يجعلنا نتماطل و لا نبدأ فنبتعد عن سر الانضباط.

و لكن كل من تعلم السباحة سيخبرك بأنه تعلمها بالغطس في الماء و ليس و هو يقرأ حول نظريات العوم و الغرق.

فلا أحد يستطيع أن يتعلم السباحة فقط بقراءة كتب عن السباحة بدون الذهاب إلى المسبح و البحر. و لا أحد يستطيع أن يعرف شغفه و يبدأ في الامتهان الفعلي للحياة بدون أن يجرب و يجرب و يجرب.

فالإنسان يتعلم بالتجربة و بالخبرة، و لا يمكنك أن تجرب و تكتسب خبرة إذا ببساطة لم تبدأ الآن.

فالإنسان ليتعلم التعامل مع مشاعره عليه ببساطة أن يبدأ الآن، ليتعلم التعامل مع أمواله عليه أن يبدأ الآن، ليتعلم بناء مشروعه عليه أن يبدأ الآن.

معظمنا يقرأ الكثير من النصائح و الكثير من الوصفات و لكنه يجلس في مكانه. لماذا؟ لأنه ببساطة لم يبدأ الآن.

فمعظم النصائح الصادقة كتبها أو قالها ببساطة أشخاص "بدؤوا الآن"، لم ينتظروا عالما مثاليا أو وضعية مثالية، لم ينتظروا فكرة خارقة، لم ينتظروا مصباح علاء الدين، و لكن فقط بدؤوا.

فتلك النصائح نجحت معهم لأنهم ببساطة بدؤوا، و لكن إذا بدأت أنت، فربما ستبدو لك نصائح جديدة تفيد بها الآخرين، و ربما في طريقك ستكتشف أشياء لم يكتشفها شخص غيرك. و هكذا البداية الفعلية لكل إنسان في أي مجال هو إثراء للبشرية جمعاء.

فلكي تبني جسمك، لن تنفعك النصائح أو الوصفات. فحتى لو قرأت الآلاف منها فهي لن تجعل جسدك مفتولا. و لكن ما يجعلك عضلاتك قوية هو الذهاب إلى قاعة الرياضة و الممارسة الفعلية لحمل الأثقال.

و هكذا الحياة، عليك أن تبدأ بالحياة أولا، عليك أن تنطلق في الحياة أولا. عندها فقط، قد يصبح لما تقرأ و لما تتعلم و لما تسمع من نصائح قيمة إضافية حقيقية.









ابدأ الآن...!

الحياة مجموعة من الدقائق و من اللحظات



google-playkhamsatmostaqltradent