![]() |
تمضي السنين و ننسى معظم أحداثها و يبقى تأثيرها علينا |
كيف أستعد لسنة جديدة سعيدة؟
أيام معدودة تفصلنا عن السنة الجديدة، و معظمنا و أنا واحدة مثلكم، نبدأ نفكر فيها و كيف سنستقبلها. و ماذا أنجزنا في السنة الحالية؟ و ما لم نجزه؟ و لماذا؟
ثم نبدأ في رفع سقف التوقعات للسنة الجديدة، و نبدأ بكتابة أهداف كثيرة في غالب الأحيان معجزة فنستسلم في الأسبوع الأول من السنة الجديدة لنعود إلى نفس أسلوب الحياة الفارطة للسنة الماضية، و هكذا دواليك تمضي السنين و يمضي العمر.
عندما يكتب الإنسان أهدافه للسنة القادمة، فإنه للأسف في الغالب يكتبها بمنطق الاحتياج و عدم الاكتفاء و بمشاعر الخوف من المستقبل. فكم واحد منا يكتب أهدافه بنية الاستمتاع و التطور و تزكية النفس و اكتشاف جميع الإمكانيات المتاحة لهذا العام؟
و الإنسان عندما تحركه نية غير واضحة، فإنه في الغالب يقع ضحية نيته، و هكذا يجد نفسه طيلة السنة و مهما حاول أن ينجز و يحقق من أهداف، فريسة للمشاعر السلبية من خوف و قلق و إحساس بالفشل و الإحباط و بعدم الاكتفاء.
و هنا على الإنسان أن يسأل نفسه، ما فائدة تحقيق الأهداف إذا لم تساعدني في الحياة الطيبة و إذا لم تمنحني مشاعر البهجة و الرضا و القبول؟
إذن كيف يمكن أن يستعد الإنسان للسنة القادمة بمشاعر مبهجة؟
استخدم الحلم و الخيال:
معظمنا أصبح يجد صعوبة في استخدام خياله و في أن يطلق العنان لأحلامه و مشاعره المبتهجة. في أن يتخيل نفسه في مكان جميل و في رفقة طيبة و في وظيفة جيدة. مع أن الخيال هي الملكة التي تميزنا عن باقي المخلوقات. عندما كنا أطفال كنا نعيش في الخيال أكثر من الواقع. و في المراهقة، كنا نحلم بفارس الأحلام و فتاة الأحلام ليل نهار. الخيال و الأحلام يساعدان لنعرف ما نريد و نستقبله حسن الاستقبال عندما يظهر في حياتنا.
كيف يمكن أن نعيد ملكة الخيال إلى حياتنا؟
أعتقد لا يوجد أحسن من قراءة القصص ذات الخيال العلمي و القصص الرومانسية و البوليسية، القصص بشتى أنواعها تطور الخيال.
الفن عموما يطور الخيال لأنه يداعب الأحلام و الأحاسيس و المشاعر، فيمكن للإنسان أن يقرأ الشعر و يستمع للموسيقى الهادئة الجميلة و يتأمل في اللوحات الفنية و يمكنه أن يشاهد المسلسلات و المسرح.
فللأسف، حاليا مع الانغماس في مواقع التواصل الاجتماعي، لم يعد الإنسان يجد وقتا لتغذية روحه بالفن و الأعمال الخالدة الذي أبدعها العباقرة عبر تاريخ الإنسانية. و هكذا أصبحت روح الإنسان في العصر الحالي تفتقد لقيم الجمال و الإبداع و الخيال، و لكن ذلك بالضبط ما يميزنا عن باقي المخلوقات.
اسمح لنفسك أن تنغمس في الفن و الخيال و الإبداع، اسمح لنفسك أن تحلم و أن تنطلق قبل أن تكتب أهدافك للسنة القادمة.
استشعر ما لديك
معظمنا يبدأ بكتابة أهداف السنة، و هو لا يستشعر النعم و الموارد التي يملكها، و هكذا قد تجده يبذل مجهودا مضنيا ليملك المال و هو لا يدرك بأنه فعليا يملك ما يحتاج من المال. أو يريد أن يشتري منزلا جميلا و هو لا يدرك بأنه حاليا يملك فعلا منزلا جميلا.
فأغلبنا لا يستمتع بما لديه و من ثم لا يستمتع بأهدافه إذا تحققت. كالطفل الذي يظل يبكي على لعبة و عندما يشتريها لا يلعب بها.
و لكن بالمقابل يوجد طفل يشتري لعبة واحدة، و يلعب بها طيلة طفولته، و ينسج معها علاقة حميمية، و يخترع ألعاب جديدة معها.
فاسأل نفسك، أي نوع من الأطفال أنت؟ الذي يصل إلى الهدف و يزهده؟ أم الذي يعيش و يستمتع مع هدفه؟
فالإنسان و هو يكتب أهدافه، عليه أن يسأل عن الشيء الذي لو كان معه، سيضفي رونقا لقصة حياته و سيغيرها إيجابا. و يركز على تلك الأشياء التي فعلا تحدث الفرق. فقوة الإنسان في قوة اختياره.
إبدأ بخطوات صغيرة
لو كان يوجد سر واحد فهذا هو السر. ابدأ بخطوات صغيرة نحو تحقيق أهدافك. حدد أين أنت أولا ُثم حدد وجهتك ثم انطلق و ابدأ الآن.
ركز على الطريق
أغلبنا يركز على النتيجة، و ليس على ما يقوم به من أعمال. و هذا سيجعلك تشعر بالإحباط و لن تواصل المسير. كمن يريد أن يتسلق جبل توبقال، و بعد عشر دقائق من المشي سيبدأ يتساءل لماذا لم أصل بعد؟ لماذا لا تظهر أية نتيجة؟ متى سأصل إلى قمة الجبل؟
استمتع بمشروعك، و أهدافك، كما تستمتع بحياتك لأنها جزء جميل من حياتك. فهي التي تجعلك تنمو، تختبر نفسك، تختبر انفعالاتك و قدراتك، تعرفك على أماكن و أشخاص جدد. أهدافك و مشاريعك هي الطريق. طريقك نحو كتابة قصة مميزة لحياتك. و يوجد فقط نوعين من القصص، قصة مملة و قصة مثيرة مدهشة. في الحقيقة لا توجد قصة ناجحة. القصة الناجحة هي القصة التي تجعلك تنبض كل يوم بحماس و حب و إثارة.