الحرية تنبع من الداخل أما الحرية الخارجية فهي وهم و سراب |
ما هي الحرية؟
منذ الأزل و الإنسان يبحث عن الحرية، بل و يحاول فقط أن يفهم و يستشعر معناها. و هو في هذا يبحث في الخارج، في محيطه، في الأنظمة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية، في المناخ و حالات الطقس، في الطبيعة و قسوتها. يعتقد الإنسان بأن الحرية تكمن في السيطرة على كل العوامل الخارجية. فهو يعتقد بأنه لن ينال حريته إلا إذا استطاع أن يسيطر على باقي البشر المحيط به، على رغباتهم و على أهدافهم، و إذا استطاع أن يسيطر على الطبيعة و الإقتصاد. و هكذا ظهر الأسياد و العبيد، و سعى الإنسان نحو السلطة و النفوذ و المال،و تغيرت الأنظمة السياسية و الإقتصادية و الاجتماعية بين كل حقبة و أخرى، و حاول الإنسان أن يستبق الزلازل و الكوارث الطبيعية، و أن يسخر المطر. و لكن مع ذلك، ظل شعور الحرية مفقود.
و مهما، حاول الإنسان أن يصل إلى الحرية، يجد غصة ما في مكان ما تخنقه و تمنعه من هذا الشعور. و السبب أنه يبحث عليها دائما في الخارج.
بينما الحرية هو أن تستطيع أن تأخذ جسدك و عقلك و مشاعرك بقيادة روحك إلى أقصى حد يمكن أن يصلوه بدون قيود.
و هكذا، فإن اكتشافي للقيود التي تحجمني هي أكبر هدية يمكن أن أهديها إلى نفسي في طريقي نحو الحرية. فمع كل قيد تحطمه، مع كل صنم تكسره مع كل معتقد تنسفه ستصبح حرا أكثر.
فلا يوجد إنسان حر بالكامل، و لكن يوجد إنسان وصل إلى أماكن لم يصلها إنسان آخر. يوجد إنسان توسع أكثر من الآخر، و يوجد إنسان تحرر أكثر من شخص آخر.
فهناك شخص طوال الوقت يعزز قيوده الداخلية، و هناك شخص آخر طوال الوقت يحرر عقله و جسده و مشاعره من القيود إلى أقصى حد. و هؤلاء هم السادة الأحرار على مر العصور.
فهناك من ينسف قيدا ليصنع قيدا آخر، من ينسف معتقدا ليرتبط بمعتقد آخر. فيذهب من سجن إلى سجن، من قيد إلى قيد. بينما الحرية هي عندما لا تضع أي قيد في حياتك. لا شخص لا أفكار و لا مشاعر و لا خوف.
الحرية هي عندما ترتبط فعليا بالله الواحد الأحد. الحرية هي عندما ترتبط بالواحد.
فإذا كنت تستيقظ كل صباح، و لا تستطيع أن تبدأ يومك بدون أن تشرب فنجان القهوة، فأنت لست حر. و لكنك مرتبط بفنجان القهوة.