recent
جديد المدونة

لا تربط النجاح بالنتائج

لا تربط النجاح بالنتائج 

النجاح خطوات مستمرة توصلك إلى السعادة



 أغلبنا يربط النجاح بالنتائج، فيشعر بالإحباط إذا لم يحقق نتائج في حياته. و في أغلب الأوقات، يصبو الإنسان إلى نتائج كبيرة، فهو كل سنة يرفع سقف طلباته و أهدافه. و لهذا السبب فهو يستسلم في أول الطريق. لأنه طول الوقت يفكر في النتائج و يربط النجاح بالنتائج و هذا أكبر خطأ يقوم به الإنسان فيجعله يشعر بالفشل و العجز و من ثم الاستسلام.

فالنجاح هو فقط أفعال يومية دائمة مستمرة، و تلك الأفعال اليومية الدائمة هي التي مع مرور الوقت ستحقق النتائج الإيجابية و هي التي ستجعلك مع مرور الوقت تشعر بالنجاح و الإنجاز.

و لكن، في عصرنا الحالي، أصبح الإنسان يعتقد بالمعجزات، و يريد كل شيء بسرعة. فهو يريد النتائج بدون أن يركز على الأفعال. يريد أن يصبح مليونير في ستة أشهر، و يريد أن ينقص الوزن في أسبوع، و أن يكون مفتول العضلات في شهر. و هذا منافي لطبيعة البشر. 

و لكن الإعلام الاستهلاكي الذي يدغدغ أحلام الناس ليقوم بتسويق منتجات و معتقدات وهمية، جعل الإنسان يعتقد بأن ذلك ممكن. و لكن ما إن يبدأ في تجريب الوصفات الجاهزة حتى يشعر بالفشل. و الطامة هو أنه يعتقد بأن المشكل فيه و بأن الآخرين نجحوا بسرعة و حققوا نتائج بسرعة و الحقيقة  هو أنه  كان الإنسان عجولا.

فالنجاح هو الطريق، هو تلك الخطوات المستمرة، هو تلك الأفعال اليومية، هو تلك العادات الإيجابية اليومية المثمرة التي تغذي بها يومك.

فالنجاح المادي يبدأ بالادخار و من ثم الاستثمار و من ثم تنويع أسباب الدخل و من ثم التعلم المستمر لتعيد نفس الدورة و لكن بوعي أكبر و هكذا دواليك.

و النجاح في المجال الروحي يبدأ بالصلاة في أوقاتها و بإيتاء الزكاة و الصيام و الدعاء و مجالسة كلام الله و كثرة الأذكار.

و النجاح في المجال الصحي يبدأ بممارسة الرياضة بانتظام، و الاستيقاظ باكرا و الأكل الجيد.

و هكذا دواليك في مختلف مجالات الحياة.

من هذا المنطلق سيدرك كثير من الأشخاص بأنهم فعلا ناجحون. فلو استطعت أن تدخر و لو مبلغ قليل كل شهر فأنت ناجح ماليا.

و لو حافظت على صلواتك فهي بركة كبيرة من عند الله و عليك أن تكون فخورا بهذا العمل القيم عند الله سبحانه.

و هكذا لو نظر الإنسان إلى النجاح بهذه الطريقة، فإنه لن يفكر بعد الآن في النتيجة و لن يصيبه الإحباط، بل سيحاول أن يركز فقط على أفعاله و أعماله لتكون موفقة و مثمرة كل يوم و لتوصله إلى حسن الجزاء في الدنيا و الآخرة. فالنجاح مجموعة من الأعمال اليومية الصالحة لا أكثر و لا أقل.

و ربما لهذا السبب، الله سبحانه جعل لكل واحد منا ملكين يسجلان في كل جزء من الثانية ما نقوم به من خير و ما نقوم به من شر. فأفعالنا اليومية هي رصيدنا نحو الجنة أو النار، نحو النجاح أو الفشل، نحو السعادة أو الشقاء.


google-playkhamsatmostaqltradent