recent
جديد المدونة

إذا أردت أن تعرف أخلاق شخص، أنظر إليه عند الخصام

إذا أردت أن تعرف أخلاق شخص، أنظر إليه عند الخصام

للخصومة قواعد يجهلها الكثيرون


 إذا أردت أن تعرف أخلاق شخص، أنظر إليه عند الخصام

عند الخصام، ينسى المختصمون الفضل بينهم. و في الغالب يتصرفون بردود أفعال عنيفة. فيفشون أسرار الآخر و عيوبه و نقاط ضعفه، و قد يطلقون عليه إشاعات من وحي خيالهم. و قد لا يكلمونه أبدا و لا يفشون عليه حتى السلام.

بينما لو نظرنا إلى الطلاق في الإسلام، و هو أشد أنواع الخصام، فإن الله سبحانه أمر بالإحسان في الطلاق و بأن لا ينسوا الفضل بينهم.

و في هذا حكمة و رقي كبيرين. لأن السلوك الراقي لن يحول الشخص الذي تخاصمت أو اختلفت معه إلى عدو، بينما السلوك العدائي حتما سيحوله إلى عدو، و قد يمتلأ قلب الطرفين بالكراهية، بعدما كان يجمعهما الود و الحب.

فالخصام فن قلما يجيده الكثيرون. و له قواعد لا يحترمها إلا القليل. 

فالخصام لا يعني أن تقلل احترامك على الآخر. فالإحترام هي قيمة كونية، يستحقها البشر أجمعين، سواء أكانوا أصدقاء أم أعداء. فالخصام لا يمنح لك الحق في أن تشتم أو تجرح من تخاصمت معه، و كأن بخصامك معه لم يعد عليه حقوق عليك.

و الخصام لا يخول لك أن تغتاب و تهين الآخر فقط لأنك تخاصمت معه، و كأن شجارك معه أسقط عليه كل حقوقه الإنسانية.

فالخصام الجميل، يكون بالابتعاد دون تجريح أو تشويه أو تنكيل. و الابتعاد لا يعني ألا أفشي السلام أو ألا أعيذه إذا كان مريضا أو لا أبارك له في الأعياد. 

الإبتعاد يعني ببساطة ألا تتصرف معه كما تتصرف مع الأصدقاء الحميميين، ألا تفتح له قلبك و ألا تشاركه في مشاريعك و مشاعرك. يعني أن تضع حدودا صحية بينك و بينه، و لكن بدون حقد و لا ضغينة ولا باقتراف ذنوب بسببه قد تندم عليها في الدنيا و الآخرة.

فالخصام يكون بالمعروف و الإحسان، بعيدا عن البذاءة و الغلظة و التجريح، فعساه قد يصبح  صديقك يوما ما.

google-playkhamsatmostaqltradent