 |
للرياضة و الطبيعة سحر خاص خاصة إذا اجتمعا معا |
فوائد ممارسة التشي كونغ اليومية على حياتنا
التشي كونغ qi gong هي رياضة صينية قديمة، في الأصل كانت تستخدم كالطب البديل، أي من أجل الوقاية و العلاج.
و التشي تعني الطاقة الحيوية و كونغ يعني التمكن، أي التشي كونغ هي فن التمكن من الطاقة الحيوية، و هي بطريقة ما تعلم السيطرة على وحوش النفس الداخلية. و لهذا اشتهرت التشي كونغ بأنها رياضة روحية.
و لكن التشي كونغ تمتاز بأن حركاتها بطيئة جدا، فهي أبطأ رياضة. و هنا المفارقة. لأن معظم الرياضات تعتمد على السرعة في الحركة، بينما التشي كونغ تدعو إلى العكس تماما أي التركيز على الحركة بكل سكناتها في كل جزء من الثانية.
و أعتقد بأن هذا هو سر التشي كونغ الذي يجعل كل من يمارسها يتطور في حياته و في سلوكه أيضا.
فكتجربة شخصية، قبل ممارستي لتشي كونغ، كانت تغلب على ردود أفعالي العجلة، فكنت أستبق النتيجة، و أتصرف بسرعة، و ردود أفعالي كانت سريعة، و أعتقد بأني أمتلك الإجابة قبل حتى أن ينتهي محدثي من السؤال.
و لكن التشي كونغ، جعلني أكتشف بأن حركة بسيطة، أو في مظهرها تبدو بسيطة، عندما أمارسها ببطء و حضور كاملين تصبح معقدة و تحتاج إلى تدريب.
فربما كلنا يعتقد بأنه يجيد رفع يده إلى السماء، و لكن إذا حاول أن يمارسها ببطء شديد سيكتشف صعوبتها، و كيف نفسه التـي تعتقد بأنها تعرف كل شيء ستطغى عليه و لن تتركه يستشعر جمال و معجزة تلك الحركة التي تبدو مألوفة لدى الجميع.
فالتشي كونغ يجعلنا نضبط إيقاع نفسنا الداخلي، و يطفئ نار العجلة فينا، و نار "أنا أعرف"، لأنه عند الحصة الأولى سيدرك المرء بأنه لا يعرف شيئا، هو فقط يتصرف بفعل العادة كرجل آلي مبرمح.
بينما التشي كونغ تدعوك أن تكون حاضرا بكينونتك، مركزا على ما يحدث في أعماقك، لترى تلك الطاقة التي تسري بداخلك.
قد يقول أحدهم ما الطاقة؟ في الحقيقة هناك حديث كثير على الطاقة لا أريد أن أدخل فيه، و لكن كما فهمتها أثناء ممارستي في تشي كونغ فالطاقة هي مشاعرنا الداخلية، هي ما نكتمه بداخل أعماقنا و يحركنا و يخرج عبر سلوكنا و كلامنا.
و لهذا ممارسة تشي كونغ سيجعلك قادر على ترويض مشاعرك أكثر و إطفاء هيجان قلبك في الداخل لتصبح أكثر هدوءا و سكينة.
و هكذا ستستمع أكثر، و ستصبح ردود أفعالك أكثر بطئا و أقل حدة. و لهذا نرى في الأفلام و المسلسلات أن من يمارسون هذه الرياضة يمتلكون الكثير من الحكمة، لأنهم ببساطة ضبطوا إيقاع الصخب الداخلي و روضوا الوحوش الداخلية التي تنهشنا يوميا من غضب و ضغينة و جشع...