الحياة فكرة
في إقامتنا، كان يوجد شخص فخور بنفسه، معتز بالمنزل الذي اشتراه حديثا. و الجميع كان يعرف بأنه لا يملك مهنة و لا دخل قار. فتسائل بعض الناس كيف استطاع أن يشتري هذا المنزل.
فكان يجيب بفخر: " الحياة فكرة".
و عندما شرح بالتفصيل ما حدث، قال بأنه في أحد الأيام جائته فكرة بأنه عليه أن يشتري منزلا. فأخبر زوجته بفكرته و أخبر أباه أيضا. فتحمسا لفكرته فذهب يبحث عن منزل ليشتريه فوجد هذا المنزل فأخبر زوجته و أبيه بأمره و كانا يملكان بعضا من المال فمنحاه ثمنه و اشتراه.
و يضيف بأنه لولا فكرته و عثوره على هذا المنزل ما كان بإمكانه أن يشتريه. فالحياة فكرة. فهل كان سيكون الآن هنا في هذا المنزل لو لم يفكر في الأمر.
الغريب و هو أنه مقتنع تماما بأن فكرته هي التي جعلته يقتني المنزل و ليس مال أبيه و زوجته.
هذه الحكاية الطريفة، جعلتني أفكر في بعض ما يروجه متخصصي التنمية البشرية حول قانون الجذب و حول أن الإنسان يجذب ما يفكر و ما يشعر به.
و لكن، هذا القانون جعل الإنسان يعيش في اتكالية. فهذا الشخص لا يجد حرجا في أن ينسب شراء المنزل له و لأفكاره و لا يجد حرجا في أن يطلب المال من زوجته و أبيه بدل أن يشتغل و يعمل.
فما تروجه بعض الكتب العالمية حول اطلب تستقبل و حول الوفرة الموجودة في الكون و حول أن الإنسان يمكنه أن يحصل على كل ما يريد، جعلت بعض الأشخاص تعيش في عالم خيالي بعيد عن أرض الواقع و البعض الآخر يعيش متطفلا على الآخرين لا يجد حرجا في أن يطلب منهم و يجد دائما تبريرا لنفسه كأن يوهم نفسه بأن الكون سخر له هؤلاء الأشخاص ليحققوا له رغباته و بأن الله سبحانه هو الذي استجاب لدعائه و أرسل له هؤلاء الأشخاص.
صحيح أن الأرزاق بيد الله و كل شيء من عند الله و كل ما نملك هو من فضل الله، و لكن على الإنسان أن يسعى وأن سعيه سوف يرى.
![]() |
هل حقا الفكرة وحدها تكفي؟ |