recent
جديد المدونة

كيف نتعامل مع شتات الذات؟

كيف نتعامل مع شتات الذات؟

في بعض الأحيان، نشبه لورقة في مهب الريح


كيف نتعامل مع شتات الذات؟

توجد أوقات في حياتنا نشعر فيها بالشتات و الضياع. فلا نعرف ما الذي يمكننا عمله، و لا ما لا يمكننا عمله. في مثل تلك الأوقات، من الضروري أن تعامل نفسك بحب، و لا تشعر أبدا بتأنيب ضمير إذا قررت أن تستريح بضع أيام و تستمتع بدون قيود.

و لكن، في أغلب الأوقات، لو نظرت إلى نفسك جيدا لأدركت بأن هذه الحالة تنتج لسببين:

كثرة الملفات المفتوحة

 في بعض الأحيان لا نتصرف بعقلانية، فنفتح أوراش كثيرة و كبيرة في أذهاننا، و في بعض الأحيان نلتزم في داخلنا بأشياء بسيطة كأن ترتب سريرك أو تفتح نافذة غرفتك عند استيقاظك، و لكن مع الوقت لا تلتزم بها. تراكم هذه الأشياء البسيطة و المهام الكبيرة في نفس الوقت، مما يجعلنا نشعر بالإخفاقات و بأننا لم ننجز فنبدأ نشعر بالتشتت.

إذن، ما هو الحل؟ التزم كل يوم فقط بما ستقدر على أنجازه، و التزم فقط بالمهام التي يمكنك أن تنجزها. اجعل أهدافك قابلة للتحقيق و قابلة للقياس لتشعر بتقدمك اليومي و الأسبوعي و الشهري و لو بخطوات بسيطة.

عدم تحديد الأولويات

كثيرا ما نرهق أنفسنا بالتزامات و مشاريع و أهداف كثيرة، بدون أن نسأل عن دوافعنا الحقيقية وراء ذلك و نيتنا لفعل أو الحصول على ما نريد. فنرهق كثيرا من أجل مشاريع و أشياء، قد لا تكون ذات قيمة حقيقية لنا.

مما سينتهي الأمر إلى أن نشعر بالشتات و فقدان البوصلة.

فلنفترض أنك شخص لا تعتبر الترتيب و التنظيم من ضمن أولوياتك، و لكن مع ذلك ترهق نفسك في الأعباء المنزلية و تحملها طاقة كبيرة. هنا لا بد أن تسأل نفسك لماذا تفعل هذا؟ و ما هي دوافعك وراء هذا الأمر.

ففي معظم الأوقات، يشعر الإنسان بشتات النفس لأنه لم يحسن ترتيب أولوياته حسب قيمه الحقيقية و ما يريد فعلا. فتجده يركز طيلة وقته على أشياء غير مهمة و يتجاهل المهم.

مع الوقت، سيتراكم الأمر و سيتحول إلى شعور بالشتات و الضياع. لأنه ضاع بين صغار الأمور و ترك الحياة تمر بين يديه.

و لهذا، هذا الشعور بالشتات، هو نعمة كبيرة. لأن هذا يعني أن مراقبنا الداخلي ما زال يعمل.

و كل ما علينا فعله، هو أن نأخذ يوما من الراحة من كل شيء، و أن نحرر أنفسنا من كل الالتزامات و الملفات العالقة التي كنا قد فكرنا فيها. ثم نأخذ ورقة و قلم و نحدد أولوياتنا من جديد و بذهن صافي هذه  المرة. لا نجعل مشاعر التأنيب أو التفاخر أو المقارنات بين الآخرين هي التي تحدد اختياراتنا و أولوياتنا. بل نجلس مع أنفسنا، و نجعل روحنا هي بوصلتنا.

ففي لحظات الشتات هاته، تكون روحنا بحاجة إلينا، إلى أن نسمعها. لأننا نكون قد فقدنا البوصلة و أضعنا الطريق، و علينا أن نعدل مسارنا لنجده من جديد.

google-playkhamsatmostaqltradent