recent
جديد المدونة

بين العقل و القلب

 
بين العقل و القلب
عند اتحاد العقل بالقلب، تعزف سمفيونية خالدة
بين العقل و القلب

العقل يحذر من أية مبادرة، و القلب يعشق المغامرة. العقل يبحث عن الانتقام، و القلب يريد أن يسامح. العقل يبحث عن الأمان و القلب يبحث عن المحبة. العقل يؤول و القلب يحسن الظن. العقل يهوى الجدال و القلب يعشق السلام. العقل في ضجيج مستمر، و صوت القلب خافت يكاد لا يسمع، فالقلب يعشق الهدوء.

و لكن، هذا لا يعني بأن العقل هو عدو لنا، و بأنه علينا ألا نسمع له على الإطلاق. هو يصبح عدوا فقط إذا تجاهلنا صوت القلب تماما، و أطلقنا له عنان القيادة لحياتنا.

فالعقل، هو الذي يجعلنا نستيقظ و ندرك قصتنا التي نعيشها. و إلا تخيل بأننا بدون عقل، لن يكون لدينا ماضي و لا مستقبل، فقط الحاضر.

فالعقل، هو الذي يجعلنا ندرك حياتنا، و هو الذي يجعلنا نعطي للحياة معاني، و للكون تصور.

فلو لم يكن لنا عقل، هل كنا سنعطي للقمر تصورا أو معنى؟ هل كنا سنتخيل الجمال و هل كنا سنعبر عنه بالشعر و الموسيقى و الرسم و النحت؟

و لكن، العقل يشبه ذاك الحصان الجامح، فهو لا يستطيع أن يهدأ، طيلة الوقت يقول لك شيئا، يفعل شيئا، المشكل و هو أن العقل يشبه جهاز كمبيوتر يعمل وفق الرمجات و المعتقدات و الأفكار التي أدخلت فيه.

و لهذا أبدا لن تجد شخصين في الأرض يرون نفس الشيء بالطريقة ذاتها مائة في المائة، ستكون وجة نظرهم مختلفة و لو قليلا.

فالعقل لا يملك الحقيقة، لأنه متصل بالأحداث و الماديات و الأفكار و المعتقدات، و لكن كل هذا يتغير من شخص إلى آخر و من مكان إلى آخر و من وقت إلى آخر.

أما القلب، فهو متصل بالله سبحانه و تعالى. فهو متصل بالحق المطلق، و بالواحد الأحد.

و لهذا، الإنسان يحتاج إلى الصمت و الخلوة ليسمع صوت قلبه، و حتى يستطيع أن يوازن عقله بقلبه، ليعيش في تناغم و طمأنينة.


google-playkhamsatmostaqltradent