recent
جديد المدونة

كيف يفيدنا حب و فهم الذات؟

كيف يفيدنا حب الذات؟

 الإنسان يعيش مع ذاته أولا

كيف يفيدنا حب و فهم الذات؟

في الواقع، في أغلب الأوقات يعيش الإنسان مع ذاته. فالذات التي نحملها بين جنباتنا هي رفيق دربنا الفعلي في الحياة. هي معنا و نحن سعداء، و معنا و نحن تعساء، معنا و نحن فقراء، معنا و نحن أغنياء، معنا و نحن أصحاء، معنا و نحن مرضى، معنا و نحن نحب،  معنا و نحن نكره، معنا عندما نكون مع العائلة، معنا و نحن مع الأصدقاء، معنا و نحن متزوجون، معنا و نحن عزاب، معنا و نحن نشعر بالوحدة، معنا و نحن نشعر بالضغط،... ببساطة إن ذاتنا معنا في كل مكان و في كل زمان.

و لكننا، في أغلب الأحيان ننفصل عنها. لا نختبرها و لا نعرفها و لا نتقبلها. و المعاناة تبدأ من هنا.

لأننا عندما نكون بعيدين عن ذواتنا، نكون أيضا بعيدين عن ذوات الآخرين. و عندما لا نتقبل أنفسنا، فإننا أيضا لا نتقبل الآخرين من حولنا. و عندما نقسو على الآخرين فإننا نكون نقسو على أنفسنا أيضا، و عندما لا نسامح الآخرين فإننا لا نسامح أنفسنا أيضا...

فنحن خلقنا من نفس واحدة، أي في الأصل نتشابه بطريقة ما. مشاعرنا و ردات أفعالنا و جوهرنا واحد. و لهذا الله سبحانه يأمرنا أن ننظر إلى أنفسنا. أن نفكر و نتدبر في أنفسنا. لأنها الطريقة المثلى لنتفكر و نتدبر في الأنفس التي من حولنا.

و لهذا حب الذات، و فهمها يفيدنا كثيرا في طريقة تفاعلنا مع الآخرين. فمهما قرأنا من كتب، و مهما اقتنعنا بأفكار و أساليب حياة و نصائح، سنجد أنفسنا في صراعات و نزاعات مع الآخرين. و السبب هو ابتعادنا عن بعض الجوانب من أنفسنا. عدم تقبلنا أو عدم وصولنا لبعض المناطق في ذواتنا.

ففي بعض الأحيان مثلا، قد يجد الإنسان نفسه في جدال عقيم و هو يحاول أن يفرض أفكاره على الآخرين، فتجده أصابه الضيق الشديد و هو يحاول أن يشرح ما يفكر فيه. ثم يقف مع ذاته فجأة، و ينظر إليها متعجبا و يتساءل لماذا أتكبد كل هذا الجهد من أجل فكرة و العالم مليء بملايير الأفكار؟ و من يثبت لي بأني على حق؟ هل فقط لأني متيقن أن الآخر على خطأ؟ و من أدرانا ألا نكون كلانا على خطأ؟ و من أدراني ألا يأتي شخص ثالث و رابع و خامس و يجادل بأفكار مغايرة تماما؟ لماذا أقاتل بشراسة من أجل أشياء لن تسمن و لن تغني عن جوع؟

و هنا سيتجلى و سينكشف شيء في ذاتك كنت تهرب منه. و ستتوقف عن الجدال و ستبتسم للآخر بمرح و ستحاول أن تستمع إليه. ففي النهاية ما يربطنا نحن البشر هي العواطف، هي الطاقات التي نبعثها.

و لن يمكنك أن تصل إلى فهم هذه العواطف و المشاعر إذا لم تحاول أن تفهم ذاتك و تحبها.

فحب الذات، هو الطريق الذي سيوصلك إلى حب الآخرين و فهمهم. 

 
google-playkhamsatmostaqltradent