recent
جديد المدونة

استمتع لأجل نفسك

استمتع من أجل نفسك

الغرض من كل نشاط صحي هو الاستمتاع و تفريغ الطاقات


استمتع لأجل نفسك 

في كل فعل نقوم به، علينا أن نبحث عن دوافعنا، و عن المشاعر التي تحركنا للقيام بذلك الفعل.

و في عصرنا الحالي، نلاحظ بأن الناس أصبحوا يشاركون ما يقومون به من نشاط، في مواقع التواصل الإجتماعي.

فإذا ذهبوا إلى مطعم، و ضعوا صورهم مع صحون الطعام، إذا ذهبوا إلى الشاطئ شاركوا صورهم، إذا كانوا في رحلة نشروا صور الرحلة... فكأن الحياة أصبحت تقاس بعدد النقرات.

أغلبنا مر من هنا. فمواقع التواصل الاجتماعي أخرجت الجانب المظلم فينا، الذي يريد أن يتظاهر و يريد أن يستشعر استحسان الآخرين و ربما غيرتهم، و يبحث عن القبول من الآخرين.

و لكن، كل من سلك هذا الاتجاه، لم يجد السعادة أبدا. بل فقط وجد نفسه في مشاكل ناتجة عن كثرة الجدال و المشاحناة و الغيرة و الحقد و الضغينة من جهة، و من جهة أخرى الشخص نفسه فقد صدق و عفوية مشاعره و دخل في تصنع السعادة و تصنع الصور المبهجة و تصنع حياة زائفة لا تعكس حقيقة اللحظة التي يعيشها.

المشكل ليس في مواقع التواصل الإجتماعي، و لكن المشكل في الدوافع التي تحرك الأشخاص أثناء استعمالهم لتلك المواقع.

فهناك الكثير من الصفحات المفيدة، التي تعلمنا منها الشيئ الكثير عن السفر و الرحلات و الأماكن الجيدة و النصائح المفيدة.

فمواقع التواصل الإجتماعي، قربت تجارب الناس و جعلتنا نستفيد من خبرات من حولنا. و لكن المشكل الحقيقي يكمن في النوايا التي تحركنا عندما نقرر أن نشارك في مواقع التواصل الإجتماعي. فهل نريد الإفادة و الإستفادة أم نبحث فقط على أن نظهر للآخرين صورة مزيفة و مخادعة عن أنفسنا.

فمع مواقع التواصل الإجتماعي، ظهرت مصطلحات تعكس ما نحاول القيام به بدون أن ندري، فأصبحنا نسمع مصطلحات مثل " كيف تسوق نفسك؟" أو "كيف تبيع نفسك؟"...

فكأن مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت تشبه سوق نخاسة، و لكن للأسف نحن السادة الذين اخترن أن نكون عبيدا بأنفسنا.

فالإنسان عليه أن يستمتع لأجل نفسه أولا، و يعش من أجل نفسه أولا. و العلاقة التي تربطه بالآخرين هي علاقة تكمن في كيف يمكنه أن يكون مفيدا ما أمكن إتجاه الآخرين.

فما يربطني مع نفسي هو فعل الحياة نفسها و كيف أستمتع بهذه الهبة التي منحها لي الخالق عز و جل، و ما يربطني مع الآخرين هو كيف أكون مفيدا لهم و كيف أعمر الأرض لما فيه صلاح للجميع.




google-playkhamsatmostaqltradent