recent
جديد المدونة

كيف أتعامل مع التفكير الزائد؟

 
كيف أتعامل مع التفكير الزائد؟

قوة الصمت تسكن قوة العقل


كيف أتعامل مع التفكير الزائد؟

في معظم الأوقات، يكون الإنسان غارقا في أفكاره. يتخيل مشاكل لم تأت بعد، و يستغرق في إيجاد حلول لها و ردات أفعال ليخرج منها. و الطريف هي أن معظم تلك الأفكار لا تحصل أبدا في المستقبل. 

و لكن، ضيعت عليه الاستمتاع بالحاضر، و جعلته يعيش في القلق.

و إذا لم يكن الإنسان مستغرقا في قلقه من المستقبل، فإنه يستغرق في التفكير في مشاعر الماضي، فيما حدث منذ سنوات، و فيما كان من الممكن أن تكون عليه حياته لو لم يقع ذلك. فتستهلك طاقة ذهنه في اجترار مآسي الماضي.

و هكذا نحن في معظم الوقت، نعيش بين قلق المستقبل أو خوف من أحداث الماضي الدفين كأنها ستتكرر.

و هكذا تهرب منا الحياة، و نجد أن أيامنا تأكل بعضها بعضا، و أننا عالقون في ذهن ملوث.

معظمنا يعاني من هذا المشكل. و الغريب هو أننا نعتقد بأننا الوحيدون العالقون في هذا. و لكن نتفاجأ عندما ندرك أن من كنا نعتقد أنهم أفضل مرتبة، و أفضل حظا في الحياة منا هم أنفسهم عالقون مثلنا تماما.

فئة قليلة قليلة جدا هي الناجية من سجن العقل هذا و من التفكير المفرط، الذي يسرق منا أجمل لحظات الحاضر، و يستنزف طاقتنا اليومية.

و كثيرة هي النصائح للتخلص من التفكير الزائد. و لكن معظمنا لا يقدر على تطبيقها. لأن التفكير الزائد مرتبط أساسا بقوة المشاعر المتراكمة و المتخزنة. و لهذا يصعب جدا التخلص من التفكير الزائد إذا لم نتخلص من المشاعر السلبية المتخزنة.

فالطفل لا يعاني من التفكير الزائد. لماذا؟ لأنه ببساطة يعيش بالفطرة السليمة مع مشاعره. فهو لا يخزن أي شعور بل يعيش اللحظة. و يعيش اللحظة أيضا لأنه لم يخزن أي شعور.

فالطفل إذا شعر بالحزن يبكي، إذا شعر بالظلم يثور، إذا شعر بالإحباط ينزوي ليعيش شعوره. فهو لا يتجاهل شعوره و لكنه يعيشه و يستنزفه إلى آخر قطرة. فلا يبقى شيء في داخله. و لهذا لا يفكر في الماضي أو المستقبل. بل يعيش في اللحظة. و تفكيره ينصب في اللحظة، و لهذا ستجده قادر على أن يلاحظ أشياء قد لا تلاحظها و سيسأل أسئلة تتعلق بما شاهده و عاشه في تلك اللحظة.

فالتخلص من التفكير الزائد يعني أيضا التخلص من المشاعر العالقة و المخزنة، يعني التخلص من مشاعر الغضب و الحزن و الخزي و الأسى و الحزن و اليأس و الإحباط و الخوف و الرعب و الغيرة و الحقد و الغرور و الكبرياء و الغيظ و اللوم...

و لهذا السبب، إذا وجدت نفسك تعاني من التفكير الزائد، و في معظم الأحيان أنت غارق في داخل أفكارك و غير واع بالمرة لما يحدث حولك، فتأكد بأن مشاعرك تريد أن تخرج و تتحرر، و هكذا عليك أن تساعد مشاعرك أولا على التحرر لأنها هي من تستنزفك.

إذا هدئت مشاعرك و تحررت، فالأفكار ستصبح بالضبط مثل السحب في السماء. ستراها تمضي و تمر و تمر و تمضي بدون أن تحاول مقاومتها أو حتى السيطرة عليها. و لكنك فقط ستتركها تمر.

فذهنك يمكن تشبييه بالسماء الشاسعة اللامحدودة، و الأفكار بالسحب. فالسماء لا تتعارك مع السحب، و لا تخبرها في كل لحظة بأنها حجبت عنها أشعة الشمس. أبدا هي فقط تتركها تمضي سواء أكانت سحبا ملبدة أو صافية أو رمادية أو حمراء. فقط تتركها تمر فتنقشع لتترك نور الشمس يسطع من جديد.







google-playkhamsatmostaqltradent