recent
جديد المدونة

الثقة في النفس أم الثقة في الله؟

 

الثقة في النفس أم الثقة في الله؟

الثقة طاقة تكمن في الداخل و تحدد متى ارتباطك الفعلي بالله سبحانه

الثقة في النفس أم الثقة في الله؟

شاع مصطلح الثقة في النفس في العقود الأخيرة، عن طريق الثقافة الغربية. و تم تداوله بكثرة من طرف مدربي التنمية البشرية. 

و لكن، لو تأملنا ديننا الحنيف، فإنه دعانا إلى الإيمان و اليقين و إلى الثقة بالله سبحانه وتعالى و الرضا بقضائه و قدره.

فمن وثق في نفسه، فإنه لن يفلح أبدا. لأن النفس غير كاملة و توفيق الإنسان من الله سبحانه و ليس من عند أنفسه.

و لهذا، معظم من حاول أن يتبع طرق اكتساب الثقة في النفس على الطريقة الغربية، نجده يسقط في تضخم الأنا و في تمركزه على الأنا. فيفقد التعاطف مع من حواليه و يسعى فقط إلى أن يكون الرقم واحد و يطبق مبدأ الشراسة في المنافسة غير مهتم بعواقب النتائج على حياة الآخرين.

فالثقة في النفس، تتحول إلى أنانية، و إلى زيف. فتجد الشخص يتصنع في طريقة الوقوف و في طريقة أدائه للحركات و في طريقة الكلام فقط ليجعل الناس من حوله ينظرون إليه بأنه قوي و واثق من نفسه.

و لكن، في أحيان كثيرة، تظهر تلك الشخصيات كشخصيات زائفة متكبرة مغرورة  أنانية و جافة.

فالثقة الحقيقية تنبعث من الداخل، و تستشعرها كقوة داخلية. و لكن تلك القوة لا يمكن أن تستمدها إلا من الله سبحانه.

فالثقة هي الإيمان. أن يكون لديك اليقين بأن ما تريده بإذن الله ستحصل عليه. بأن الشر لن يصيبك إلا إذا كتبه الله لك. بأن ما آتاك من خير فهو من فضل الله و ليس من فضل الناس عليك، فهم فقط وسائل سخرها الله لك.

الثقة هي الإيمان المطلق بأن الله هو المسير لكل صغيرة و كبيرة في الكون و بأنه هو الخير و هو السلام، و كل ما يحدث لك أو سيحدث لك هو في صالحك.

الثقة هي التمسك بحبل الله، و الإيمان برسله و كتبه، و الإهتداء بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم و اليقين المطلق بأن القرآن الكريم حق و هو الهدى الذي لا ريب فيه.

فعندما نستمد ثقتنا من الله سبحانه و تعالى، نتزود فعليا بتلك القوة الداخلية التي تحدث الفارق بين الأشخاص. 

أما إذا حاولنا أن نستمد ثقتنا من عند أنفسنا، فإننا سنعاني من جوف في الداخل. لأن الأنفس غير كاملة. و سنقارن أنفسنا بمن نعاقد بأنه أحسن منا. و سنظل نتسابق مع مطاحين الهواء إلى آخر رمق فينا.

نجري من هدف مادي إلى هدف مادي، في محاولة مميتة أن نثبت بأننا أقوياء و قادرون و واثقون و لا ندرك بأننا بهذا ندخل في الشرك مع الله سبحانه و تعالى.

فالإنسان مسؤول فقط على السعي، أما النتائج فهي بتوفيق من الله سبحانه. فكفى بالإنسان أن يخلص النية لله سبحانه. 

فإذا أخلص النية، وفقه الله لكل خير.



google-playkhamsatmostaqltradent