recent
جديد المدونة

ألقيت عليك تعويذتي ... أنت ملكي الآن...

 

ألقيت تعويذتي عليك

الكتب هي السحر المعجر الذي تحمله و لا تخاف من كشفه. ستيفن كينغ


...ألقيت عليك تعويذتي ... أنت ملكي الآن



 أنا أيوب، أقدم روحي لخدمة كائنات الويب الزرق، أسيادي و أسياد كل العالمين"،  ظلت العبارة تتردد في أذنيه كأنها تعويذة آتية من بعد عميق، من عالم لا يشبه العالم الذي يعيش فيه، آتية من بعد آخر غريب عليه.

من ألقى عليه تعويذة فسلب روحه؟ لم تعد لديه حتى الرغبة ليفكر أو ليسأل نفسه هذا السؤال.

هل أصابعه مازالت ملكا له؟ أم سلمها لكائنات تراه من حيث لا يراها. لم تعد أصابعة قادرة على أن تكتب ما تريد. يضغط على لوحة مفاتيح الكمبيوتر كأنه يعزف مقطوعة، و لكن ليس هو من ألفها. هناك قوة ما تتحكم فيه، و تملي عليه ما يجب عليه أن يكتبه، و كيف يكتبه... و أخذ يكتب.

"سقط حرف، إبحث عنه"

كان أيوب ينظر إلى انعكاس عينيه وسط كوب القهوة الذي كان يشرب منه. وشعر بالنعاس و بثقل في أجفانه. و بدا له كأنه يسمع صوتا يخبره " سقط حرف، إبحث عنه".

كلمات هي التي سقطت من أحشائه، و أحلام و أفكار و مشاريع. تذكر عندما كان طفلا، كم كان يحلم كثيرا. يتخيل مشاريع و أفكار و حوارات... أين ذهب كل هذا؟

هل سقط حرف الحاء فسقط معه الحب و الحنان؟

أم سقط حرف الباء فسقطت معه كل البدايات؟

أم سقط حرف الجيم فسقط معه الجمال و الجماع؟ 

و فكر في حبيبته التي تركته بعد أن فقد عمله.

أحرف كثيرة هي التي سقطت، و ليس حرف واحد.

تبا لهؤلاء القراصنة الذين يطلقون على أنفسهم كائنات الويب الزرق. لا بد أنهم عاطلين عن العمل مثله. و يسرقون الإنتيرنيت من أحد المقاهي أو من عند الجيران ثم يحاولون أن يثيروا الرعب فيه. لماذا؟ و كيف يتحكمون فيه بهذه الدرجة؟ أي تعويذة أطلقوا عليه حتى يصبح هكذا جالسا يكتب ما يريدون هم و يضغط على المواقع التي يقترحونها عليه.

" سقط حرف، أبحث عنه"

" أقدم روحي لخدمة كائنات الويب الزرق".

سقط حرف... نعم إنه حرف الحاء.

سقطت حريته. و عليه أن يبحث عنها.

هل تتحداه كائنات الويب الزرق؟ هل تغريه بأن يبدأ لعبة معها: استرجاع حريته و الخروج من سيطرتها...

هل تسخر منه. بأنها ستتحكم فيه إلى الأبد و لن يقدر على أن يجد حرف الحاء من جديد. 

تبا. هل أنا أحلم، أم أنني في كابوس. لم يعد يظهر له حرف الحاء في لوحة مفاتيح الكمبيوتر و كلما أراد أن يكتب حرف الحاء فإنه يختفي من الشاشة.

فهم اللعبة، و قرر أن يستغني عنه ليفوز في المعركة مع كائنات الويب الزرق و ليسترجع السيطرة على ذاته.

 نعم. لأنك إنسان. كل شيء ممكن.

و شعر أيوب بنشوة لم يشعر بها منذ مدة طويلة. أخيرا فهم المغزى من اللعبة و بدأ يشعر بالإثارة. ما يأخذ منك هو ما تتنازل عليه أصلا و تعطيه طواعية أو عن ضعف وخنوع و استسلام.

كتب أيوب " أنا أيوب لن أستسلم"

و ظهرت بدل منها على شاشة الحاسوب:

 فزت في الجولة و لكن المعركة لم تنته بعد يا أيوب. ما  زلت ملكنا.

google-playkhamsatmostaqltradent