recent
جديد المدونة

ماذا تعنيه الاستقامة و النزاهة؟

ماذا تعنيه الاستقامة و النزاهة؟

الالتزام الثقة الصدق المحبة هي قيم إنسانية خالدة 

ماذا تعنيه الاستقامة و النزاهة؟

الإنسان في حياته يمر بمنعطفات عدة. و قد يسلك طرقا مظلمة. و في تلك المسالك سيبحث دائما عن بصيص النور، عن المنفذ، عن الخلاص الذي سيوصله إلى الحقيقة. حقيقته كإنسان أو ماذا يعني أن تكون إنسانا؟

في أحيان كثيرة، أتساءل كيف يمكن أن تحكم على إنسان بالاستقامة و النزاهة؟ و كيف يمكن أن تحكم عليه بالعكس؟ و هل يمكنك أن تعرف؟ 

الإنسان كائن غير ثابت على شيء. في لحظة، قد يتصرف باستقامة و نبل، و في لحظة أخرى قد يبدو خسيسا. و لكن من هو حقا؟ الله وحده من يعلم.

كيف يمكن أن أعرف من أنا حقا؟ و كيف يمكنني أن أعرف هل أتصرف باستقامة و نزاهة أم لا؟

قد يعتقد البعض، بأن ذلك سهل للغاية. و لكنه ليس سهلا على الإطلاق. فقط من اهتدى بكتاب الله و أتاه الله من علمه و حكمته قد يقدر على أن يجيب على هذا السؤال و يدرك متى هو في طريق مستقيم و مهتد و متى هو في ضلال.

و لكن، و حيث أني كمعظم البشر الذين لم يصلوا إلى الحكمة و الهداية المطلقة. كيف لي أن أدرك هل أتصرف باستقامة و نزاهة أم لا؟

قال الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه " إن مجموع كل إنسان يساوي مجموع كل إنسان آخر، و ذلك هو عدل الله. فإذا كنت أحسن من إنسان في شيء فابحث عن النقص فيك في شيء آخر".

إذن، قد تكون لي خصلة جيدة، و قد أنظر إلى نفسي كإنسانة نزيهة و مستقيمة فقط لأني مثلا أتحلى بالصدق و الأمانة. فأرى من لا يتحلى بتلك القيم كشخص غير نزيه و غير مستقيم.

و لكن، إذا كنت مثلا سليطة اللسان قاسية القلب، هل سأظل إنسانة نزيهة و مستقيمة فقط لانني أتحلى بالصدق و الأمانة؟

و ماذا عن الأشخاص الذين يتحلون بالرحمة و الكرم؟ فهل لا يمكن اعتبارهم مستقيمون و نزهاء بطريقتهم الخاصة أيضا؟

إننا في مجتمع، أصبح الإنسان يعجبه أن يشيطن كل من يختلف معه، أو من لا يملك صفة من صفاته. و يعتقد بأنه وحده النزيه و المستقيم. و بأن الآخرون فاسدون.

هذه الرؤيا الضيقة لبعضنا البعض، سمحت للشيطان أن ينزغ بيننا. فلم يعد أحد يثق في الآخر، و لم يعد أحد يحترم قيم و حدود الآخر. 

و لكن السؤال الذي لا بد من مناقشته باستفاضة كبيرة اليوم هو بالضبط: ماذا تعنيه الإستقامة و النزاهة؟

لأن الجواب عليه قد ينهي الكثير من الخلافات و من التلابز بالألسن و من الإتهامات الجزاف لبعضنا البعض. و الجواب أو مناقشة هذا السؤال قد يقربنا أكثر من بعضنا  البعض  كأنفس تكمل بعضها البعض. فكما قال الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه إذا رأيت نفسك في خلق أحسن من شخص آخر فابحث عن النقص فيك، و أيضا عن الكمال فيه في جهة أخرى تنقصك أنت. و هذا هو عدل الله في أرضه. 

 
google-playkhamsatmostaqltradent