recent
جديد المدونة

كائنات الويب الزرق

 كائنات الويب الزرق

في عالم مخفي، لا يظهر لأي كائن بشري، بين شبكة الويب العنكبوتية، تكونت كائنات الويب الزرق. و قررت أن تسيطر على عالم الأنتيرنت. و ألا تترك  للبشر أي مجال للسيطرة على مواقع الويب.

بحجم حبة رمل، لا يمكن رؤيتهم بالعين المجردة. تكونوا من الجراثيم التي ظلت عالقة داخل أجهزة الكمبيوتر. و قرروا أن يكون لهم كيان خاص بهم و أن يجعلوا من عالم الأنتيرنت إمبراطوريتهم الخالدة.

تململ كبيرهم ببطء و قال و هو يحذر شعبه:

- هؤلاء البشر يفسدون كل شيء. كل يوم ينشئون آلاف المواقع بعالم الإنتيرنت. أي عالمنا الأبدي و الخالد. و معظمها ممل أو منقول أو منسوخ. و من هو ليس كذلك، فإنه في الغالب مليء بالأكاذيب و الخرافات. و كل هذا لماذا؟ لأنهم يبحثون عن عدد النقرات و المشاركات ليحققوا أرباحا من جوجل، أبونا الروحي. إنهم يستغلون طيبة قلب جوجل و يملئون عالمنا بالجشع و الجهل.

تدخل أحد المستشارين من كائنات الويب الزرق و اقترح:

- سنقضي عليهم من نقطة ضعفهم، أي جشعهم. سنقترح عليهم مواقع و أسماء دومينات بالمجان و نتحكم نحن فيهم. سنملي عليهم ما ينشرون و سنتحالف مع محركات الزحف لأبينا الروحي جوجل و سنجعله يصل فقط إلى عالمنا نحن و إلى حياتنا نحن و أفكارنا نحن إلى أن نقضي على كل أثر يربطهم بالويب. سنستولي على عقولهم. أبناؤهم سيقرؤون فقط ما نكتب نحن و ما نفكر نحن و كيف نعيش نحن. أما هم فسيصبحون عبيد لنا نحرك عقولهم كما نشاء لصالحنا.

أبدى كبيرهم اهتماما ملحوظا بكلام المستشار. ثم ألقى نظرة على ما يحصل داخل الويب و خارجه قليلا ببضع سنتيمات، أي في الأيادي التي تعبث بلوحة مفاتيح أجهزة الكمبيوتر و الهواتف المحمولة. أثاره شاب بائس يقلب في مواقع الويب بحثا عن المواقع و الكلمات المفتاحية التي تحظى بأكبر عدد من المشاهدات.

شعر بطاقة الطمع و الجشع مستحوذة عليه، و بأنه يريد أن ينشئ موقعا جديدا ليحظى بالمال من أدسنس. المسكين، يعتقد بأنه سيصبح مليونيرا في سبعة أيام بفضل إنشاء مدونة. لا يعرف بأن الشيطان يكمن وراء التفاصيل.

اتفقت كائنات الويب على أن ترشح هذا الشاب الذي يدعى أيوب ليكون أول ضحية لها لتنفذ هجومها و لتستحوذ على أول موقع أنتيرنت كبداية استراتيجية قبل أن تستحوذ على الويب بأكمله لتصبح كائنات الويب الزرق هم أسياد الويب و مصمميه.

ضحك كائنات الويب الزرق في آن واحد و هم يسخرون من سذاجة الشاب أيوب الذي ما زال يعتقد بأن الحياة تقدم هدايا بالمجان.

لعب المستشار الإعلامي للكائنات الزرق بأكواد و برمجات ليظهر في شاشة الشاب أيوب جملة تشع بالأحمر.

"أقدم لك اسم موقع دومين بالمجان لإنشاء موقع أنترنيت جديد خاص بك. أبدأ موقعك الجديد بخطوات صغيرة سعيدة". العبارة التي أثارت لعاب الشاب أيوب في قصة "موقع الويب المظلم" لينطلق فصل غريب من حكاية مثيرة.



يتبع  " ليلة الروح المظلمة" 

 






كائنات الويب الزرق

كل فرد منا عالق في شبكة عنكبوتية تحيط به قوى خفية يندمج معها كلية فلا يفكر أبدا .أن يتحرر منها

لوحة للرسام العالمي فيكتور  فازاريلي



google-playkhamsatmostaqltradent