recent
جديد المدونة

ليلة الروح المظلمة

 ليلة الروح المظلمة

شعر أيوب بفراغ كبير، و غاص في اللامعنى. لم يعد يشعربالحياة كواقع مادي، و لكن امتزج الواقع بالحلم. و أصبح يشعر كمن يطفو في الحياة غير قادر على أن يدرك ما يحصل أمامه.

و لهذا لم يستوعب فحوى الرسالة التحذيرية من كائنات الويب الزرق بأن روحه أصبحت ملكهم. هو منذ زمن لم يعد يشعر بأنه يمتلك فعلا روحه.

منذ زمن و هو يشعر بضغط كبير، بقوة خفية تجثم على أنفاسه. لم يعد يؤمن بأنه قادر على فعل شيء ما.

فحتى عندما قرر أن يبدأ في مدونة " ليلة الروح المظلمة"، شعر بالعجز للحظات، و بدا له كأن الويب غارق بملايين المواقع. فماذا يهم لو زاد موقع أو حذف؟

الكثير من المعاناة تصيب الإنسان بالبلاهة و اللامبالاة. فأيوب، بعد دهشة الوهلة الأولى، لم يعد خائفا من الرسالة التحذيرية من كائنات الويب الزرق. بل تحول شعوره إلى سخرية منهم. فحاول أن يتخيل من تكون هذه الكائنات التي أسمت نفسها بكائنات الويب الزرق. ثم فكر بأنها في الغالب فاشلة و تعيسة مادامت لم تجد إلا روحه لتراهن عليها و تحاول أن تمتلكها. سخر منهم في أعماقه: يريدون أن يمتلكوا شيئا هو طيلة حياته لم يمتلكه.

فكر ربما هم مجموعة من القراصنة المراهقين، يختبئون وراء شاشة أجهزتهم الإلكترونية و يريدون القليل من التسلية و الإثارة فسموا أنفسهم كائنات الويب الزرق.

و هو أيوب، الشاب الذي فقد الحب و المال و العائلة و فقد روحه في الطريق. الشاب الذي أصبح تائها فارغا فاقدا للإدراك.

ليس له ما يخسره. ليتسلى مع كائنات الويب الزرق. ليلعب معهم قد يكون الخلاص من معاناته على أيديهم.

حرك يده اتجاه لوحة المفاتيح. قرر أن يترك لهم رسالة بالأحمر جوابا على رسالتهم التحذيرية " أنا أيوب، ليس لدي ما أخسره , و أنا أتحداكم".

كان واثقا من لوحة مفاتيح جهاز الحاسوب، و من الأحرف الذي يضغط عليها. لهذا أصابه الذهول و الرعب عندما ظهر في شاشة الحاسوب جملة أخرى غير الذي كان يكتبها " أنا أيوب، أقدم روحي لخدمة كائنات الويب الزرق، أسيادي و أسياد كل العالمين" 



يتبع: ألقيت عليك تعويذتي... أنت الآن ملكي





ليلة الروح المظلمة

   فان غوخ الفنان الذي عذبته روحه و ألهمته  ثم انتحر





google-playkhamsatmostaqltradent