![]() |
كلما تحرر القلب و تصفى كلما سهل على الروح التواصل |
كيف تتواصل معك الروح؟
الروح في تواصل مستمر معنا و لكن كجهاز راديو إذا كان يوجد في مكان لا توجد به موجات بث، فإنك لن تستطيع أن تسمع ما يقوله .
نفس الشيء يحصل مع روحك، إذا كانت موجاتك الداخلية غير متناغمة، فإنها ستشوش على صوت روحك و لن تستطيع سماع أي شيء.
فإذا كان عقلنا يعاني من التفكير الزائد و من اجتراره الدائم لنفس الأفكار، فإنه لن يستطيع في هذه الحالة أن يلتقط أو يستقبل حديث الروح. لأن لديه اليقين بأنه يملك الحقيقة الواحدة المطلقة. بينما الروح، تعرف بأن الله هو الحقيقة الوحيدة المطلقة. و الباقي انعكاس فقط.
و لهذا، فالعقل في هذه الحالة سيكون عاجزا عن سماع الروح.
و الروح صافية و طاهرة، فهي من أمر الله سبحانه، و هي بالكاد تهمس إلينا. و لهذا إذا كان القلب ملوثا بالضغائن و الأحقاد و الغيرة و الشح و الطمع و ما إلى ذلك، فلن يستطيع الإنسان سماع صوت روحه، لأن بينها و بينه حجابا غليظا.
إذن ليستطيع الإنسان التواصل مع روحه يحتاج إلى أمرين بالغي الأهمية:
1 تهدئة العقل
توجد أنماط من التفكير السلبي، لو تعودنا عليها، فإننا للأسف سنحصل على ذهن ملوث، و بالتالي لن نستطيع أن نرى الأشياء كما هي. و هذا سيكون له تأثير كبير على تواصلنا مع أرواحنا. فكلما كان ذهننا صافيا كلما سهل التواصل مع الجزء النقي فينا.
2. تصفية و تنقية المشاعر
للتواصل الفعال مع أرواحنا، نحتاج إلى التخلي عن المشاعر السلبية و تنقية قلوبنا من الغل و الغيرة و الحقد و الحسد و الجشع و القبلية و الغضب.
هناك من سيقول، أنا و العياذ بالله لا أعاني من صفات ذميمة. و لكن لو تأمل الإنسان في مشاعره سيكتشف بأنه كلنا و بدون استثناء مررنا بهذه المشاعر و أكثر. و هي مشاعر عادية. و لكن نحتاج أن نتطهر منها. و لهذا الرسول صلى الله عليه و سلم كان يستغفر كل يوم مائة مرة، و الله سبحانه أمرنا أن نذكره كثيرا حتى تطمئن قلوبنا.
فالإنسان يختبر يوميا الكثير من الأحداث، و ستعلق فيه مشاعر سلبية شاء أم أبى. فقد يتعرض إلى الظلم و قد يتحول ذلك الظلم إلى غضب و كراهية و حقد و عدوان اتجاه الشخص الذي ظلمه. سيعتقد الشخص أنه عادي و من حقه أن يشعر بتلك المشاعر إذا تعرض للظلم و لكن إذا علقت فيه تلك المشاعر حتى لو كانت اتجاه الشخض الذي آذاه فإنها ستؤذيه، أكثر حتى من ذاك الشخص الذي آذاه، و ستبعده عن روحه و لن يستطيع أبدا أن يسمع صوت روحه في خضم تلك المشاعر المحتقنة. فالأولى و الأفيد له أن يسامح من أجل نفسه.
و الآن لنفترض بأننا قمنا بهذين الخطوتين، و أصبحنا قادرين على التواصل مع أرواحنا. فكيف تتواصل معنا الروح؟
الصوت الداخلي
فقد يأتيك صوت داخلي يخبرك بأنك تريد الذهاب إلى مكان ما أو عمل نشاط ما أو الإستمتاع بأكلة معينة، و لكن سرعان ما يأتيك صوت آخر يقول العكس. اعمل بالصوت الأول فروحك تحدثت معك. و الصوت الثاني هو صوت نفسك التي تريد دائما أن تبعدك عن روحك لتظل هي من تسيطر على قيادة حياتك.
قد تشعر في البداية بكثير من العراقيل كي لا تنفذ ذلك الأمر، و لكن إذا نفذته ستشعر ببهجة كبيرة، و ستلتقي بأشخاص رائعين و ستتعلم أشياء كثيرة في أمر كان يبدو لك في الوهلة الأولى بسيطا.
و إذا طبقت هذا الأمر مرارا، ستتدرب على سماع صوت روحك في الأمور الكبيرة أيضا، و ستصبح على تواصل كبير مع روحك.
الصوت الخارجي
قد تسمع رسائل مثيرة و ملهمة بالنسبة إليك و أنت عابر للطريق، أو في مقطع لفيلم تشاهده، أو من منزل الجيران أو من أي مكان آخر.
إذا استوقفتك أو ألهمتك رسالة ما، و انتبهت لها فتأكد بأنها رسالة من روحك تريد أن ترشدك لأمر ما.
فأنت تستمع طيلة اليوم إلى الكثير من الرسائل و إلى الكثير من الكلام و الأحاديث و لكن لماذا استوقفتك جملة ما فقط؟
لأن روحك أرادت أن تتحدث معك فجعلتك تنتبه إلى ذلك الأمر.
فطيلة يومك، إذا أوقفتك أو ألهمتك عبارة، أو أثارك موقف أو أي شيء من هذا القبيل، لا تمر عليه مرور الكرام. بل انصت إليه جيدا و اكتبه في مذكرتك. فلربما قد تحتاجه في وقت لاحق.