recent
جديد المدونة

I love youch

الصفحة الرئيسية

 I love youch

الأطفال لديهم لغة خاصة في التواصل، ويستطيعون أن يوصلوا ما يريدون حتى و هم لا يعرفون اللغة أو النحو، كما يصلون أيضا عادة إلى ما يريدون. 

لغتهم الفطرية في التواصل تصل مباشرة إلى القلب، فنحبهم رغما عنا و لا نستطيع إلا أن نحن و نعطف عليهم.

فسلاحهم الفتاك قدرتهم الكبيرة على التواصل و استعمالهم الموهوب للغة الجسد.

 إذا تأملت في الأطفال بين السنتين و الأربع سنوات ستتساءل كيف يجيدون التواصل؟ و ستفهم أيضا بأن التواصل ليس له علاقة البحتة بعدد المفردات أو بالتمكن من اللغات أو اللهجات. بل هو شيء له علاقة بالقلب مباشرة، فنية الأطفال واضحة و صافية و مشاعرهم أيضا. فهم يتواصلون بصدق و بحب و لهذا كلماتهم تصل حتى لو لم تكن لها معنى، و يتواصلون بنية واضحة أيضا.

فكل طفل سيخترع مفردات و تعابير لا توجد في أي قموس أو معجم. و لكنه قد يقوم بخلط مفردات من لغتين أو أكثر أو قد يخترع هو مفردة جديدة و كل هذا ليعبر عما يدور في ذهنه و عما يشعر به قلبه.

و تلك الخلطة الفريدة التي يخترعونها تكون هي السر في حبنا و تعلقنا بهم، و تصبح هي في حد ذاتها رمز للتواصل أو كلمة سر بيننا و بينهم فتخلق اللغة التي يعبر بها الأطفال حميمية في العلاقة التي تجمعنا معهم. 

فتصبح إشارة خاصة، أو تكشيرة أو كلمة ما مع طفل صغير تحمل أكثر من معنى. 

و هكذا، سحرني تعبير طفلة صغيرة لم تكمل الثلاث سنوات، عندما قلت لها أحبك باللغة الأنجليزية " I love you" فأجابتني مداعبة "I love youch". 

الطريقة التي عبرت بها، و كيف أنها جمعت بين اللغة الأنجليزية و النفي في اللغة العربية، أضحكني، فأصبحت العبارة كلمة سر بيننا. و أخذنا نتسلى أنا و هي بها و نخترع قصصا بتلك العبارة . 

و أنا أخذت أفكر كيف أن الأطفال يولدون و هم يحسنون التواصل بامتياز، و يجيدون إيضاح أفكارهم و مشاعرهم و لكن عندما نكبر نفقد تلك الهبة تدريجيا و نبتعد عن الصدق و العفوية الفطرية، بينما أصل التواصل الفعال و المؤثر هو الصدق، و لهذا الأطفال نحبهم و نتقبلهم حتى لو قالوا لنا " I love youch".





I love youch
الأطفال جنة الله في أرضه


google-playkhamsatmostaqltradent