recent
جديد المدونة

الرسالة

 الرسالة

 في الصباح، ظن أنه سيستيقظ كعادته كل يوم. سيتقلب قليلا في فراشه. و سيستمتع بحلاوة النوم الأخيرة بين النعاس و اليقظة.

و لكن هذا الصباح، كان مختلفا. شعر بأعضائه ثقيلة، و كأن شيء ما يجره إلى الفراش. حاول أن ينهض، و لكن اختلط عليه الزمان و المكان. لم يعرف هل يحلم أم ما يشعر به هو الحقيقة.

تساءل في قلب ذلك التموج، كيف يمكن للإنسان أن يعرف هل يحلم أم لا؟ ثم انبهر و هو يسأل نفسه ما هو الواقع؟ كيف يعرف بأنه فعلا في حالة من اليقظة؟

هل يمكن أن يعتمد على الأشخاص الذين يصادفهم؟ و لكنه يصادف أيضا أشخاص أثناء نومه و يبدون حقيقيون تماما أيضا.

ثم كيف نصادف الأشخاص و لماذا نصادفهم؟ ألا يمكن أن يكونوا مجرد أطياف؟ يمضون و يمشون و يرحلون خلف شاشة الحياة.

خلف شاشة الحياة. من نحن حقا؟ 

ألا يمكن أن تكون الحياة مجرد لعبة و الحلم هو حقيقتنا. 

في الحلم، الأشياء تبدو مختلفة و لكن تبدو حقيقية أكثر من الواقع نفسه. فنحن نتفاعل في الأحلام أكثر من الحياة نفسها. فخمس ثواني في الحلم تمر كدهر بينما حياتنا بأكملها تمر كخمس ثواني.

شعر بالارتباك. هناك رسالة ما يريد أن يقولها، أن يوصلها. يشعر بها و لكن لم تظهر له. أول مرة يشعر بأن هناك شيء ما في حلقه في أعماقه عالق يريد أن يقوله و في نفس الوقت لا يعرف ما هو بالضبط.

حاول أن يفتح عينيه. لم يستطع. لم يستطع حتى أن يتحرك. و لكنه يرى كل شيء. كيف يرى؟ 

ثم صعق. طيلة حياته كان موجودا و لكن لم يدرك وجوده حتى تصلبت أطرافه و انسدلت رموشه و توقفت أنفاسه. طيلة حياته كان  موجودا و لكن الحقيقة كانت غائبة عنه.



الرسالة

من نحن حقا؟



google-playkhamsatmostaqltradent