![]() |
مهما كان ما ستصطاده، اصطد |
إفعلها رغم كل شيء
أثبتت دراسة بأن الإنسان و هو على فراش الموت لا يندم على الأشياء التي لم يفعلها حتى لو فشل فيها، و لكنه بالأحرى يندم على الأشياء التي لم يفعلها.
و في الحقيقة، كثيرة ما يصيب الإنسان الإحباط و اليأس، عند بداية كل مشروع أو قبل حتى أن يبدأ المشروع لأنه يعتقد بأن ما سيقوم به لن تكون لديه أية نتيجة ملموسة سواء عليه أو على المحيطين من حوله.
و لكن ذلك غير صحيح البتة، كل فعل و كل عمل نقوم به له قيمة علينا و على الآخرين.
فقد تبدأ مشروعا و تفشل فيه، و لكن تأكد بأنك ستستمتع و ستتعلم و ستستفيد أكثر بكثير من إذا لم تبدأ ذلك المشروع.
على الأقل، ستتعرف على أشخاص جدد، ستبحث عن تقنيات جديدة، سيكون دماغك مشغولا بإيجاد حلول للمشاكل الذي ستعتريك، أي أنك بعبارة مختصرة، عند بداية كل عمل أو كل مشروع ستتوسع.
و ذاك التوسع لا علاقة له بالعائد المادي، فحتى لو أنك لم تربح و لو درهم واحد فإنك ستربح توسعا داخليا.
و لو سأل الإنسان نفسه ما معنى الحياة في جوهرها؟ ماذا يعني أنه يعيش؟ فإنك ستجد بأنها ببساطة يعني أنك تتوسع.
تشعر بمشاعر جديدة، ترى أشياء جديدة، تفكر في أشياء جديدة،تحلم بأشياء جديدة، تشعر بالحياة تنبض في داخلك.
و لهذا السبب، العمل له قيمة في ذاته. و لعل قصة الفيلسوف "سيزيف" الذي أمضى حياته و هو يحمل صخرة إلى قمة الجبل، لتسقط بعدها ثم يعمل على حملها من جديد، تحمل في طياتها حكمة أن العمل مهما بدا بدون جدوى فإن جدواه فيه. فالفيلسوف "سيزيف" حتى و هو يتسائل عن جدوى ما يفعله، لم يقف أبدا عن حمل تلك الصخرة. و لربما في حملها، كا يرى أشياء جديدة في طريقه لم يرها من قبل.
فنحن نعيش في مجتمع غلبت عليه الماديات، و لم يعد الأشخاص يجدون في العمل قيمة، و لكن يكترثون فقط للربح المادي.
و لكن، معظم المشاريع لن تحقق دائما ربحا ماديا سريعا، و لهذا ستجد معظم الشباب يفضل ألا يفعل شيئا على الإطلاق على أن يفعل شيئا بلا ربح مادي أو بربح مادي ضئيل.
و هم بهذا، للأسف، لا يعيشون حقيقة. لأنهم لا يسمحون لأنفسهم بالتوسع. بالسعي في الأرض، بالإنجاز اليومي و لو كان بسيطا.
فالإنسان لو كانت له رغبة في أن يفعل شيئا ما، فليفعله رغم كل شيء. فليفعله حتى لو كان سيحاط بالفشل، فليفعله حتى لو شعر بالألم، فليفعله حتى لو لم يشجعه أحد، فليفعله حتى لو اعتقد بأن ذاك لن يجدي نفعا.
فلو كانت توجد فضيلة واحدة في ذلك الفعل، فلتكن كما أثببت الدراسة، لن تشعر بالندم على أشياء أردت فعلها و لكنك لم تفعلها و أنت في فراش الموت.