 |
التفاعل الإيجابي هو تفاعل مع و ليس ضد |
كن مع و ليس ضد...
لو قمنا بتحليل حياتنا و مواقفنا، لوجدنا بأننا في معظم الأحيان، لا نركز على مع و لكن نركز على ضد، أي لا نركز على ما نريد و لكن نركز على ما نريد.
فنحن في معظم الوقت لا نركز على أهدافنا بقدر ما نركز على الدفاع على مصالحنا و حياتنا.
و هكذا قد تجد شخصا يحب السلام و العدل، و لكنه طيلة الوقت يركز على الظلم و المقاومة لذاك الظلم. و هو بهذا يعتقد بأنه يساهم في نشر العدل و السلام و لكنه في الحقيقة فقط يبتعد عنه بأميال.
فإذا كنت تحب السلام، فركز على السلام، انشر السلام، تصرف بسلام، انخرط مع السلام. هكذا سينمو السلام و لو قليلا.
فالحياة دائما بها الضدين، و إلى أن يفني الله الأرض و من عليها ستظل تشتغل بالضدين، فالله خلق لكل شيء زوجين.
و لهذا، الإنسان مهما فعل، لا يمكن أن ينتصر على الظلام أو على الكسل أو على الظلم أو على الكراهية ، و لكنه يمكنه أن يصطف مع النور و مع النشاط و مع العدل و مع الحب.
يمكنه أن يخدم القيم التي يريدها في الحياة بدل أن يقاوم القيم التي يكرهها. فالنور لا يقاوم الظلام و لكن فقط يسمح لنفسه بأن ينجلي.
و لكن عندما نركز على مقاومة ما لا نريد، فإننا فقط لا نسمح لما نريد أن ينجلي. و لهذا من الحكمة أن نشتغل مع ما نريد بدل أن نشتغل ضد ما نريد.
نريد الإبداع، إذن لنشتغل مع أشخاص يحبون الإبداع مثلنا. لنقرأ مواضيع تهتم بالإبداع. لنتوسع فيما نريد.
نريد الوفرة و المال، لنركز على الأعمال التي تمنحنا ما نريد، بدل قضاء اليوم و نحن فقط نحاول أن نحارب الفقر و الهشاشة.
أن تكون مع ما تريد أفيد من أن تحارب ضد ما لا تريد. لأن مع مرور الوقت سينجلي ما تريد في الأرض و سيقل ما لا تريد.