recent
جديد المدونة

هل وقتك ملكك؟

هل وقتك ملكك؟

الوقت مورد من الموارد الأكثر ندرة لأن الدقيقة التي تمضي لا تعود و لأنه في كل لحظة يمضي


هل وقتك ملكك؟

التحكم في الوقت، إدارة الوقت، عدم إضاعة الوقت... كثيرة هي المصطلحات و المفاهيم المتعلقة بالوقت. و لكن يبقى الوقت هو المورد الذي لا يمكن أبدا أن تدعي بأنك تسيطر عليه. لأنه ببساطة يمضي بدون إذن منك. فلا أحد يمكنه أن يوقفه.

فوأنا أكتب هذا المقال، هاهو الوقت يمضي و لا حيلة لي بأن أعيده. فالوقت مورد لا يشبه كل الموارد. فعند الصيحة الأولى للمولد الجديد يبدأ العد التنازلي و يبدأ وقته في النفاذ.

فهناك من يصبح مهووسا بالوقت، و يريد ألا يضيع أي دقيقة من حياته، فينتقل من فعل إلى فعل، معتقدا بأنه بذلك لا يضيع وقته.

و لكنه في الحقيقة لم يسأل نفسه فيما إذا كان هذا الفعل فعلا سيفيده، و سيضيف عليه قيمة مضافة. و هكذا ستجده يعيش القلق بدعوى أنه مشغول و لكن في حقيقة الأمر هو فقط يريد أن يشعر نفسه بأنه مشغول و بأنه لا يضيع وقته، بينما كل ما يفعله هو أنه يملأ وقته بما يشبه الحشو و هو بهذا يضيع هذا المورد النادر الذي يسمى الوقت.

أغلبنا، لا يجيد فعلا إدارة و قته، حتى لو قمنا بدورات و سمعنا محاضرات، لأن إدارة الوقت يعني ببساطة كيف أعيش؟ كيف سأقضي يومي؟ ما هي المشاعر التي أريد أن أتلقاها خلال يومي؟ ما هي التحديات التي أريدها؟ من هم الأشخاص الذين أريد أن أقابلهم؟

و هذه الأسئلة يصعب على أي فرد منا أن يجيب عنها بدقة. كما أنها أيضا تتعلق بالآخر الذي تتقاطع حياته مع حياتك أو وقتك مع وقته.

فالإنسان مهما حاول أن يتصرف كآلة قادرة على أن تبرمج كل ثانية من حياتها لن تستطيع. فهو أصلا يتقلب بين النهار و الليل، بين النشاط و الكسل، بين المرض و الصحة. 

و لهذا وقت الإنسان ملكه و لكن ليس ملكه بالمطلق. لأنه ليكون وقتك ملكك عليك أن تكون في درجة من الحضور و الوعي عالية جدا جدا، حيث تكون قادر على استشعار كل لحظة من يومك. و لكن كم هي اللحظات التي تمر هكذا بدون حتى أن نعيرها انتباه أو حتى نتذكرها.






 

google-playkhamsatmostaqltradent