recent
جديد المدونة

الناس عوالم مختلفة

 

الناس عوالم مختلفة

التنوع البشري معجز و يصعب استيعابه 



الناس عوالم مختلفة

ألا يحدث لك أن تأملت الناس في الشارع، أو في البحر أو في أي مكان، و شعرت بالكثير من الدهشة و الإنبهار و الرهبة.

هؤلاء الناس ينتمون إليك، يشبهونك، يشعرون مثلك، يفكرون... و لكن في نفس الوقت لا يشبهونك على الإطلاق. لا تعرف عنهم إلا القليل القليل.

حتى أقرب الناس إليك تعرف عنهم القليل فقط. كأن كل فرد يعيش في عالمه الخاص. فكأن البشر عوالم مختلفة. تلتقي في المكان و الزمان و لكن أبدا لا تلتقي في الأفكار و المشاعر و الكينونة.

نتواصل مع بعضنا البعض، نتحدث، نشارك بعضنا البعض. و لكن هل حقا نرى الآخر كما هو؟ أم نسمع ما نريد و نفهم ما نحن قادرين على فهمه، و نرى من مكان الزاوية التي نوجد فيها؟

فهل أتحدث مع الشخص أمامي أم أتحدث في الحقيقة مع طيفي، مع خيالي، مع انعكاسي، مع عالمي. 

الإنسان اخترع الانتقال من مكان إلى مكان، و هاهو حاليا يريد الانتقال إلى الفضاء، و يحاول أن ينتقل عبر الزمن من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل. و لكن هل في كل هذا يستطيع أن يتخلى كلية عن عالمه و ينتقل إلى الآخر كلية؟

التنوع البشري لا يمكن إلا أن يذهلك. ملايير من التعابير المختلفة، ملايير من القامات و الأشكال و الهيئات، ملايير من ردود الأفعال، ملايير من الاختيارات، ملايير من القصص و من الحكايات.

و في كل هذا نعتقد بأننا قادرون على الفهم و على الحكم على الآخر و نحن حتى لم نقدر على الانتقال إلى عالمه. بل نجد صعوبة حتى في أن نغوص في عالمنا نحن. نجد صعوبة في أن ندرك ما هي الدوافع التي تحركنا لنفعل و أيضا لكي لا نفعل؟

و في أنفسكم أفلا تبصرون؟

آه إلاهي، كيف يمكننا أن نبصر؟ كيف يمكننا أن ندرك؟ كيف يمكننا أن نرى الأشياء كما هي حقا و ليس كما نراها نحن؟



google-playkhamsatmostaqltradent