recent
جديد المدونة

اللحظات المسروقة

اللحظات المسروقة

اللحظات العفوية الغير المخطط لها هي التي تمنح السعادة


 ...اللحظات المسروقة

جميل أن يخطط الإنسان ليومه، و أن تكون له أهداف قصيرة و متوسطة و بعيدة المدى. و لكن الأجمل، أن يحافظ على العفوية و التشويق في حياته. ألا يتحول إلى رجل آلي يبرمج يومه كأنه كمبيوتر، فيكتب لائحة دقيقة لما عليه أن ينجزه خلال اليوم، لأنه لا يريد أن يستهلك وقته فيما لا يفيد.

فالإنسان ليحافظ على متعة و جوهر الحياة، لا بأس بأن يترك بعضا من عنصر المفاجأة و عدم التخطيط، و لا بأس بأن يغير عاداته و برامجه إذا وجد برنامجا مخالفا.

في الحقيقة، هذا هو الدرس الذي تعلمته اليوم. ففي كل صباح، كنت أحاول أن أبقى مواظبة ما أمكن على الركض في أيام محددة من الأسبوع.

و اليوم، كان يوم ركضي. و لكن صادف أن صديقة أقامت معي. فاقترحت علي برنامجا صباحيا خفيفا باستثناء الركض. فقلت لها نذهب لرؤية الشروق. فقالت لي حلم حياتها أن تسبح في الصباح الباكر. فقلت لها أنا لا أفكر في السباحة خاصة أنني لست في إجازة. فعلي أن أكون في العمل في التاسعة صباحا.

و في الصباح، و أنا أفكر في تخطيط محكم، حتى أستطيع أن أصل إلى العمل في الوقت المناسب و في نفس الوقت أستغل هذا الوقت مع صديقتي، صوت داخلي قال لي لا بأس ارتدي ملابس السباحة. و يمكنك أن تسرقي لحظات جميلة و تعيشي تجربة  مختلفة.

و ذاك ما كان. لأول مرة في حياتي أسبح في الصباح الباكر. و كان البحر جميلا جدا و خاليا من قناديل البحر، و المياه صافية و توجد سكينة و هدوء ما كنت لأعيشه في صخب النهار.


و هكذا تعلمت أنه يمكن للإنسان أن يسرق بضع لحظات، و تترك أثرا عميقا في روحه. و يمكن أن يبرمج لأشياء كثيرة، فلا تترك أي متعة في نفسه. بل ستتحول إلى نوع من الواجب و اللازم.

بينما الحياة هي رحلة من الاكتشافات الممتعة، هي لحظات متتالية، و هناك لحظات تبقى خالدة. و معظم اللحظات الخالدة هي اللحظات التي لم نبرمج لها و لم نتوقعها و لم نحسب لها.

أنا هنا لا أدعو إلى حياة عشوائية بلا تخطيط، بقدر ما أومن بأن النفس تتعب، و هي تحتاج إلى ترويح، و ترويحها في قدرتك اليومية على اقتناص اللحظات الجميلة و سرقة الذكريات المتجدرة في دقائق و ثواني و سويعات قليلة بدون أن تخطط لذلك. فقط اقبل ما يمكن أن تأتي به بعض اللحظات.



google-playkhamsatmostaqltradent