كيف يتعامل المصطافون مع قناديل البحر؟
هجمت قناديل البحر على أجمل شواطئ شمال المغرب في البحر الأبيض المتوسط، مما سبب إزعاجا لدى المصطافين الذين أصبحوا يخشون لدغاتها.
في الحقيقة، تسبب إزعاجا لي أنا شخصيا و ليس لكل المصطافين. لأنه منذ تفشيها و أنا لم أعد أرتاد كثيرا شواطئ البحر مع أنني كنت أستمتع كثيرا فيما مضى بالسباحة في البحر.
و لكن اليوم، عشت تجربة طريفة و مسلية جعلتني أومن بأن الإنسان كائن مبتهج لا يهزمه شيء. و جعلتني أعيد التفكير في سلوكي و أقرر بأن قناديل البحر لا تستحق أن أتخلى على السباحة و ارتياد الشواطئ من أجلها.
فاليوم ذهبت مع صديقتي إلى أحد أجمل الشواطئ النقية بسواحل شمال المغرب، و تفاجئت بوجود قناديل البحر.
ظللت أنظر إلى البحر بحسرة، و قلت لصديقتي: نحن البشر نستخدم الكثير من الشعارات و لكن أمام الطبيعة نبقى عاجزين. فلا أحد استطاع عمل شيء إزاء قناديل البحر التي احتلت شواطئنا فأصبحت تستمتع هي بالسباحة فيه و نجحت في طردنا من شواطئنا التي سخرها الله لنا.
ظلت صديقتي هي الأخرى تتأمل البحر، ثم نهضت وقالت البحر يغريني للسباحة، لنذهب نصطادهم و ننقي جهة ونسبح فيها.
ثم بصندالة بلاستيك، أعلنت الحرب عليهم. و أخذت تصطادهم واحدة تلو الأخرى. فتحولت عملية صيد قناديل البحر إلى متعة حقيقية و تسلية. و كل كان يصطادوها بطريقته . هناك من يستخدم دلو صغير، وهناك من يستخدم شبكة صيد صغيرة. أما الأطفال فقد خلقوا من قناديل البحر ألعابا و مغامرات فكانوا يبتهجون و هم ينظرون إليها أو وهم يصطادونها بتنافس فيما بينهم.
![]() |
الحاجة أم الإختراع |
كما أنني لاحظت بأن الكثير من الأشخاص، كانوا يسبحون و هم غير مكترثين للسعاتها و يستمرون في السباحة رغم لدغها لهم.
فاكتشفت بأن قوة الإنسان في مواجهته للأشياء و عدم هروبه من قناديل البحر أو سواها. فالبحر لم يفقد رونقه بسبب قناديل البحر، بل ربما أضاف الإنسان للبحر لمسة جديدة بسبب قناديل البحر. حيث ستجد طفلا يصرخ باسمها، أو شخصا يصطادها، أو مجموعة تناقش موضوعها.
و لكن الإنسان الذي يحب البحر ظل يرتاده رغم قناديله. فقناديل البحر رغم لدغاتها لم تستطع أن تطرد الإنسان من شواطئه. بل خلق معها النشاط و البهجة و هو يبحث عن أساليب للتعايش معها أو صيدها. و هذا هو سر تميز الإنسان عن باقي المخلوقات.
تنقية البحر من قناديله من طرف المصطافين بوسائل بدائية: صندالة، دلو، شبكة أطفال... |