![]() |
الأشياء البسيطة هي الأجمل |
أشياء بسيطة
كثيرا ما نستهين بالأفعال البسيطة و نحتقرها، بينما تلك الأفعال البسيطة لها تأثير كبير على حياتنا اليومية و على الآخرين.
فالرسول صلى الله عليه و سلم، أمرنا أن نتصدق و لو بشق ثمرة، فقد تنقذ روحا من الموت بشق ثمرة.
كما أن الرسول صلى الله علينا، أمرنا أن نقتصد في المياه أثناء الوضوء. و العجيب أن أحد الصحابة سأله إن كان عليه أن يقتصد في الماء حتى لو كان يتوضأ بجانب واد يجري بالمياه؟ فكان جواب الرسول صلى الله عليه بالإيجاب.
كما أن الله سبحانه رقيب على مثقال ذرة، فلو عملنا مثقال ذرة من الخير سنجده و لو عملنا مثقال ذرة من الشر سنحاسب عليه.
و لكن في حياتنا اليومية، لا نهتم بتلك الذرات، فلا نعيرها اهتماما. بينما نظرية تأثير الفراشة، تظهر كيف أن فراشة عندما تطير فإنها تؤثر على الكون بأسره.
فهكذا، لا نشعر بالحرج عندما نطبخ أكثر من حاجتنا و نلقي بالطعام في القمامة بينما الإسراف منهي عنه.
و كثيرا ما نخجل بأن نتصدق بالقليل، و نعتبر بأن الدراهم أو القطع الصفراء ما عاد بإمكانها أن تغني أحدا.
بل الأكثر من ذلك، حتى المتسولين أنفسهم لم يعودوا يكترثوا للقطع البسيطة، فجرب أن تعطي لمتسول قطعة نقدية صفراء و ستراه كيف سينظر إليك و هناك من سيتعفف من أخذها منك. بينما هي رزق من الله سبحانه و نعمة و بركة.
و في حياتنا اليومية، لا نلقي بالا للقطع النقدية و لا نجد حرجا في إتلافها بلا مبالاة. و هذه اللامبالاة في تعاملنا مع المال للأسف أثرت حتى على الأوراق المالية الورقية التي أصبحت تتبخر بمجرد نية صرفها.
بيد أن الأغنياء الذين كونوا ثرواتهم بعصامية، ستجد بأن جميعهم يشتركون في قيمة عدم التبذير و الإنفاق بوعي و عقلانية.
و اليوم، أصبحت هناك بوادر حقيقية نحو ندرة المياه، و لو أننا تفحصنا الأسباب، لوجدناها في تعاملنا المستهتر اتجاه الماء. لأن الوفرة في المياه، حيث يكفي أن تفتح صنبور الماء ليتدفق الماء جعلنا لا نلقي بالا إلى تلك النعمة و بأنها يمكن أن تقل.
فالاهتمام بالأشياء البسيطة، و بالأفعال اليومية هي الوسيلة التي ستجعلنا نحافظ على مستقبلنا و مستقبل البشرية جمعاء.