كل التحديات تمر من ساندبوكس
مؤخرا اكتشفت مفهوما طريفا يعتمده محرك البحث جوجل يصطلح عليه ساندبوكس أو صندوق الرمال.
فجوجل ساند بوكس عبارة عن فلتر تستخدمه جوجل فتحبس مواقع الويب الحديثة النشأة و تمنعها من الظهور في الشهور الأولى مهما اجتهدت في تقديم محتوى جيد.
جوجل لم تؤكد هذه الأداة و لم تنفها، و لكن كل من أنشأ موقع جديد باسم دومين جديد، سيلاحظ هذه الظاهرة.
و لكن في حقيقة الأمر، جوجل لا تضع موقعك في الحبس بقدر ما تضعك أنت في الفلتر.
لأنه في حقيقة الأمر، أي تحدي يريد أن يبدأه الإنسان، سيمر بطريقة أو بأخرى بشيء شبيه بصندوق الرمال جوجل هذا.
حيث في البداية، ستجتمع عليك الصعوبات و المفارقات من كل جانب، و سيصيبك الإحباط مرات عديدة، و ستكاد تجزم بأن مشروعك أبدا لن يخرج من صندوق الرمل هذا.
و لكن سبحان الله، إذا ظللت مصرا على هدفك، فكل المشاكل تحل فجأة، و تخرج بقدرة قادر من "ساندبوكس الكون"، و يخرج مشروعك إلى الوجود.
ففي مشاكل البدايات التي تواجهها كلما قررت أن تبدأ مشروعا ما، يبدو كأن الله سبحانه يختبر صدق دعائك و سعيك. و هل فعلا تريد هذا الأمر أم فقط هي شطحة من شطحات النفس.
و بقدر علو الهدف، بقدر كثرة التحديات و العراقيل التي ستواجهها في البداية. و لكن، إذا لم تستسلم و واصلت السعي رغم كل ما يمكن أن يقع فمن المؤكد بأنك ستحصل على ثمرة النتيجة.
و " قانون العمل" أو " قانون السعي" هذا هو قانون كوني، حيث إذا لم تستسلم فإن سعيك سوف سيرى، و قال سبحانه في كتابه الحكيم " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون" سورة التوبة.
إذن، الإشكال في خوض التحديات، أو في تحقيق الأهداف ليس أنه لن يتحقق فهو سيتحقق، و لكن الإشكال يبقى في إيماننا نحن هل سيتحقق أم لا عندما نجد أنفسنا محصورين في صندوق الرمل.
و لنتذكر مقال " تحدي 90 يوما" و كيف عاش المليونير تحديات مختلفة ليصل إلى هدفه.
كما أن توماس أديسون أخفق في ألف محاولة قبل أن يخرج من صندوق رمله. و لو كان قد استسلم في المحاولة المائة أو حتى تسع مائة فإنه في حقيقة الأمر كان سيظل عالقا في "الساندبوكس" الخاص بمشروعه و ما كانت البشرية سترى النور أبدا على يد توماس أديسون.
و لكن ربما كانت ستراه على يد شخص آخر كان سيكون أكثر قدرة و حزم للخروج من ساندبوكس الظلام الذي كان يحيط بالبشرية أنذاك.