recent
جديد المدونة

تحدي 90 يوما

 تحدي 90 يوما

معظمنا يبحث عن الحلول الجاهزة و السريعة جدا. فمن منا من جيل بداية الثمانينات لم يكن مولعا بكتب على شاكلة كيف تتعلم الأنجليزية في خمسة أيام، كيف تتعلم السياقة في أسبوع، كيف تقرأ كتابا في ساعة.

و ها نحن اليوم مع جيل الانترنيت و جيل توفر المعلومة و المعرفة، هو الآخر مثلنا مهووس بالسرعة و تحقيق الربح و النتائج السريعة. و هكذا لو بحثنا عن الكلمات التي تتصدر البحث في محركات البحث ففي الغالب سنجدها عن كيف تصبح غنيا في شهر، كيف تحقق ربح سريع في الأنترنيت، كيف تغير عادة في 21 يوم، كيف تكتسب  عادة في 21 يوم، كيف تجذب ما تفكر فيه...

فعندما أقارن جيلي الذي عاش طفولته و شبابه و هو لا يعرف الشبكة العنكبوتية و جيل الأنتيرنيت أجد بأن كلانا كان يبحث عن الحلول السهلة و يريد حياة بدون تحديات تذكر.

فقط نحن إمكانياتنا كانت محدودة، و عليه أذكر مثلا عندما كنا نقوم ببحث في الدراسة فإننا كنا نطرق أبواب مكتبات المدينة بأكملها علنا نجد مراجع و نقوم بنسخ ما وجدناه أو تلخيصه بينما جيل الأنتيرنيت، المعلومة تصله في عقر داره بدون الحاجة إلى بذل مجهود.

و لكن كلا الجيلين عاشا الفرص نفسها و عاشا الأحلام نفسها: الرغبة في الوصول بسرعة و بدون مجهود.

ظللت أعتقد بأن هذه المشاعر هي مبرمجة عند كل البشر، و بأنه بين امتطاء الصاروخ أو ركوب الدراجة كلنا سيختار أن يمضي في رحلته على الصاروخ. هذا مع أن ركوبه  سيحرمنا من متعة اكتشاف الطريق و من متعة التجربة و من متعة الحركة و من متعة اسكتشاف الذات و صبغ أغوارها.

 ظللت أعتقد بأن جميعنا يريد الحياة السهلة و النتائج السريعة، إلى أن شاهدت الأسبوع الفائت فيديو في يوتوب حول " تحدي كسب مليون دولار في 90 يوما"  https://www.youtube.com/watch?v=hWJzSdJx8RQ

هذا الفيديو يحكي تجربة مليونير، قام بتحدي علني على أن يذهب إلى دولة معينة و في ظرف تسعين يوما سيحقق مليون دولار و هو لا يملك أي رأس مال يذكر.

ذلك المليونير، يملك المال الكثير و يمكنه أن يختار حياة سهلة و لكنه اختار التحدي. لأنه يدرك بأن الإنسان ينمو و يتطور بالتجربة و المعاناة و بتجاوزه للمشاعر السلبية المحبطة  التي  يواجهها عند كل التحديات.

فهو و رغم أن عمره 56 سنة، في الأسبوع الأول نام في السيارة و أكل سباكيتي سريع التحضير، ثم نام على الأرض قبل أن يستطيع أن يشتري فراشا.

و لكن في كل يوم، كان ينجز شيئا ما و يفكر في شيئ جديد و يبحث عن فكرة خلاقة تمكنه من جني المال. اشتغل في الأعمال اليدوية و حصل على دولارات قليلة و اشتغل في غسل الصحون إلى أن استطاع أن يؤسس لمطعم جيد من عدم.

صحيح أنه لم يصل إلى مليون دولار و لكنه استطاع أن يحقق مبلغا محترما جدا في 90 يوما. و لأن المال لم يكن غاية بالنسبة إليه و لكنه فقط وسيلة ليقيس بها مهارته في الحياة فإنه عندما عاد إلى موطنه أرسل المال لمن ساعده في مشروعه و استحمل طباعه الحادة.

هذا الفيديو، جعلني أفكر في تحدي تسعون يوما. فالأغنياء أو عقلية الأغنياء لا تحلم مثلنا بالمعجزات. ففقط عقلية الفقير التي ستجدها تبحث عن نتائج سريعة. أما عقلية الأغنياء فإنهم يؤمنون بالمجهود و التحدي لتحقيق النتائج.

فتحدي تسعون يوما لإنجاز شيئ ما أو لتعلم شيئ ما يبقى نسبيا مقبولا بل أكثر من ذلك محفزا. لأنه سيجعلك تحاول أن تستغل مقومات اليوم بأكمله لأنك تدرك بأنه لديك فقط تسعون يوما.

و تحدي تسعون يوما يجعل المرء حيويا، و يركز على طاقته بأكملها من أجل تحقيق ذلك الهدف. 

فذلك الفيديو، جعلني أفكر بجدية في تحدي تسعون يوما، و ما إن أنهيته حتى فكرت فيما هو التحدي الذي أريد أن أقوم به في تسعون يوما و قررت أن أبدأ على غرار المليونير.

و أنت عزيزي الزائر، هل مستعد لتحدي تسعون يوما؟ هل تريد أن تشتغل بكل طاقتك على هدف كنت تريده دائما و لكن كثيرا ما كنت تتماطل فيه؟ هل تريد أن تنطلق في هدفك لمدة تسعون يوما؟

حسن، إنها فقط تسعون يوما، و ستنقضي كمثيلاتها و لكن ربما تحدي تسعون يوما سيجعلها أكثر ثراء و أكثر متعة و أكثر حيوية. 


تحدي 90 يوما

الصحراء تعلمنا الصبر و حبات الرمل تجعلنا ندرك اللانهائي. فمن يمكنه أن يعد حبات الرمال في الصحراء ؟





google-playkhamsatmostaqltradent