recent
جديد المدونة

الزائر

الزائر 


في غرفة مظلمة تحت الارض، كان جالسا ينتظر زائرا. كانت هناك حكاية متوارثة بين الأجداد و الأحفاد بأنه يوما ما سيأتي زائر قادر على الزحف سيخرج عائلته من الغرفة المظلمة تحت الأرض و سيرى النور الساطع حول العالم. 

 ماتت عائلته بأكملها و طواها النسيان. و ظل وحيدا في الغرفة المظلمة. و لكنه لم ينس حكاية الزائر و ظل يعتقد بجدية بأن الزائر قادم لا محالة.

من يكون هذا الزائر؟ و كيف يجعله يظهر؟ هل يكفي ان يجلس القرفساء و ينتظره؟ و لماذا سيأتي عنده هو بالذات؟ فلم يبق تحت الأرض إلا هو.

كلما فكر في هذه الأمور يشعر بالانزعاج. نعم لماذا سيأتي الزائر ليزحف عنده هو بالذات؟ 

أخذ يتأمل يديه طويلا وسط الظلام. لم يستطع ان ير شيئا و لكنه كان يشعر بكتلة يده الصلبة. و لأول مرة سأل نفسه: من يكون حقا؟ و هل فعلا يحتاج إلى الزائر؟

لأول مرة يدرك بأنه في قلب هذا الظلام يشعر بشيء ما. الظلام لم يمنعه من أن يكون. ففي قلب هذا الظلام كان يشعر بجسده و يدرك بأنه يوجد حتى لو لم يستطع رؤيته يوما. 

أخذ يكرر الأسطورة القديمة: " الزائر يزحف إلى أبعد مدى ثم يرى النور".

فكر بجدية بأنه سيتقمص دور الزائر.  أخذ يزحف ببطء شديد.  الأرض خشنة. و كان يستطيع أن يشم رائحة التربة. تسائل بينه و بين نفسه لماذا طيلة هذه الأعوام نسي حواسه و نسي ذاته و أخذ ينتظر الزائر. 

في داخله، شعر بنفحة لم يشعر بها من قبل. فجأة جاءه اليقين بأنه سيرى النور. هل جاء الزائر أخيرا أم أن الزائر كان دائما معه و مع أجداده من قبله و لكن فقط الجميع كان ينتظره في مكان ما في الخارج بينما هو كان أقرب إلينا من حبل الوريد.



الزائر... تارة يطرق الباب و تارة يفتح الباب
الزائر... تارة يطرق الباب و تارة يفتح الباب 





google-playkhamsatmostaqltradent