recent
جديد المدونة

موقع الويب المظلم

موقع الويب المظلم

مركزا على لوحة الحاسوب، يحلل مواقع الويب التي تحظى بأكبر عدد من المشاهدات. هكذا كان أيوب يقضي هذا الصباح في مقهى شعبي بمدينة الدار البيضاء.

كان أيوب عاطلا عن العمل، و شاهد الكثير من الفيديوهات التي تتحدث عن أرباح خيالية من الأنتيرنيت. و هو كان يحتاج إلى المال. فبدا متحمسا يريد أن يجرب حظه في إنشاء موقع يذر عليه الكثير من المال.

فقرر أن ينشأ مدونة متخصصة في التنمية البشرية. فهو كان قد قرأ الكثير من الكتب حول تطوير الذات و بدت له كسوق رائجة.

فكل من فشل في الحصول على المال أو إنشاء مشروع ما تعاطى التدريب الذاتي و احترف الحديث عن مكنونات النفس و أسباب النجاح و الفشل.

فيمكنه كالكثيرين أن يحول تجارب حياته البائسة و الفاشلة إلى وسيلة للثراء. هكذا كان يحفز نفسه للخروج من سجن حياته التي وجد نفسه عالقا فيه.

بينما كان سارحا يفكر في المستقبل المزدهر، ظهر على شاشة الحاسوب عرضا غريبا كأنه كان هناك من يقرأ ما يدور في رأسه : أقدم لك اسم موقع دومين بالمجان لإنشاء موقع أنترنيت جديد خاص بك. أبدأ موقعك الجديد بخطوات صغيرة سعيدة. 

و كان يظهر على الشاشة اسم دومين لموقع قديم www.happysmallsteps.com. هذا الموقع كان لمدونة باسم "خطوات صغيرة" تشبه ما كان يفكر فيه. حيث بها مقالات و قصص خيالية و مواضيع عن التنمية البشرية و أشياء ترفيهية أخرى.

هذه المدونة كان قد صادفها السنة الماضية أثناء بحثه عن " نظارات ميتافيرس" كمفهوم جديد أراد أن يتعمق فيه قليلا، فظهرت له على شكل قصة قصيرة مسلية في المدونة. و لكن على ما يبدو و لسبب ما المدونة لم تلقى نجاحا فقرر من أنشأها أن يعطي دومين موقعه بالمجان لمن يريد إنشاء موقع له.

و لكن لم هذه الرسالة ظهرت لأيوب بالضبط في اللحظة التي فكر فيها بأنه يريد أن يبحث عن اسم دومين لموقعه؟ 

أيوب لم يكن معه المال فقرر أن يقبل الهدية. و ينشأ موقعه الجديد باسم دومين موقع المدونة.

فكر أيوب في اسم لمدونته، فقرر أن يسميها " ليلة الروح المظلمة"، فروحه كانت تمر بمفترق الطرق، و حياته أصبحت تعاني من فوضى يصعب ترتيبها: فقد الحب و الوظيفة و المال في أسبوع واحد.

فهو يشعر بالضياع تماما، و لهذا بدا له أن يقدم للقراء نصائح حول النجاح و الثقة في النفس لن يكون مقنعا البتة. و لكنه يمكن أن يتحدث تماما عن لحظات الانهيار و السقوط المدوي للروح.

سجل أيوب إسم الدومين في ملكيته، و هو لا يصدق بأنه فعلا يمكن أن يحصل عليه بالمجان. و أطلق مدونته الجديدة " ليلة الروح المظلمة".

عندما يمتلك الإنسان شيئا ما يشعر بالفخر و الفرحة. و لهذا كان أيوب منتشيا لأنه يمتلك موقع في النيت. مع أنه توجد ملايير من المواقع. و أن يكون لك موقع لا يعني شيئا على الإطلاق إذا لم يكن به محتوى.

و لكنه كان يقرأ مواضيع عن أناس اغتنوا فقط ببيع أسماء دومينات و بقنوات يوتوب و بمدونات و بالبيع و الشراء.

و لكن عندما يجرب هو لا يحصل شيء، فربما هم يغتنون فقط لأنه يوجد حمقى مثله يصدقون ما يحكونه في شبكة الأنتيرنيت.

كتب عنوان موقعه الجديد، و هو يتأمل تصميمه و يمني نفسه بالمقالات التي سيكتبها فيه.

وبينما هو غارق في أفكاره و أحلامه،  بدت رسالة غريبة و مرعبة تظهر و تختفي مشعة بالأحمر " مرحبا أيوب في مدونة " ليلة الروح المظلمة"، ستكتب ما ستمليه عليك كائنات الويب الزرق. قد تعتقد أنك أصبت بالجنون و لكنك ستصاب حقا بالجنون إذا تجاهلت رسالتنا. نحن أسياد الويب و روحك أصبحت ملكنا".  


يتبع " كائنات الويب الزرق"



 
موقع ويب مظلم

  أنا هنا و هناك


google-playkhamsatmostaqltradent