![]() |
من يقود من؟ الجسم أم العقل؟ |
علاقة الجسم بالعقل
الجسم و العقل مرتبطين مع بعضهما. فإذا أطلق العقل العنان لأفكار مخيفة و مرعبة فإن الجسم سيقشعر، و إذا تبادرت إلى ذهننا أفكار قلقة فإن الجسم سيتوتر.
و هكذا، الجسم مرتبط بحالتنا الذهنية. و عندما تتحول الحالة الذهنية إلى عادة فإن الجسم يأخذ وضعية تلك العادة الذهنية.
و لهذا كثيرا ما ترى بعض الأشخاص فتلحظ في جسدهم توترا و تصلبا، أو حزنا مستمرا أو انكسارا. فوضعيتهم الجسدية تعبر تماما عن الحالة الذهنية التي تبنوها.
و كثيرا ما يعتاد الجسم على بعض الوضعيات، و هكذا حتى لو فكر العقل في تغيير أفكاره فإن الجسم لن يستجيب و سيعيده إلى تلك الوضعية الذهنية لأنها أصبحت عنده تشبه العادة، و أصبح يجد راحته فيها لأنه تأقلم معها.
و لهذا يجد الكثير من الأشخاص صعوبة في تغيير حالتهم الذهنية، لأن جسدهم تلبسها.
و هكذا لتغيير تلك الأفكار، عليك أن تغير وضعيتك الجسدية.
و لهذا تجد في دورات الثقة بالنفس، يؤكدون على مراقبة حركات الجسد و على اتخاذ وضعيات تتسم بالقوة و الثقة إذا أردت أن تكتسب الثقة الداخلية.
لأنه إذا كان جسدك متهالكا منحنيا و خائرا، فإنك أبدا لن تستطيع أن تقنع ذهنك بأفكار إيجابية و محفزة.
و هنا يتبادر السؤال، من يقود من؟ العقل أم الجسد؟
و هذا أمر يتعلق باختيارك الشخصي، فإذا تصرفت بفعل العادات فتأكد بأنك تركت لجسدك أن يقودك، أما إذا كنت تراقب نفسك و تعيش بحضور و وعي فإنك في هذه الحالة تسمح للعقل أن يقود جسدك.