 |
كيف أبدو في الصورة أهم من الصورة: هكذا نعتقد |
انس نفسك و تعال ارقص مع الحياة
ليس كل البشر قادرون على العيش بدون التفكير في أنفسهم. بل معظمنا يفكر في نفسه بدون أن يعيش.
فعند التقاط الصورة، كل شخص سيركز على نفسه و سيتساءل كيف سأبدو في الصورة. و هكذا لا أحد سيركز على حميمية اللقطة، و لا على مشاعر المشاركة أو الصورة بصفة عامة. كل سيتساءل فقط حول نفسه، و ستبدأ أفكار سلبية تطفو إلى السطح مثل أنا لا أبدو جميل في الصورة أو أنا لا أعرف كيف أقوم بوضعية مريحة و هكذا دواليك.
فالصورة تفضح كم نركز على أنفسنا، و لا نهتم كثيرا بالحياة حولنا. لهذا ستجد معظمنا لا يشعر بالأريحية أثناء التقاط صور له و سيشعر بالتوتر و القلق. لماذا؟ لأن الصوت الداخلي الذي طيلة الوقت يدعوك فقط إلى أن تركز على نفسك و عيوبك و ما لا تجيد عمله، سيبدأ من جديد. و هكذا بدل أن يكون هدف الصورة هو فقط توثيق اللحظة و المشاركة الوجدانية مع الآخرين، فإن هدفها يتحول إلى التركيز على نفسك و تقييمها و محاولة أن تبدو أنت الأجمل في الصورة.
و كذلك في الحياة، فبدل أن يكون هدفنا هو المشاركة و الأستمتاع بمحبة مع الوجود، يصبح هدفنا هو أن نظهر كم نحن على حق أو كم نحن لطفاء أو نفكر في كيف سنبدو أو كيف نبدو؟
و لكن، من يكون فعلا الأجمل في الصورة، هو بالضبط الذي يتصرف بعفوية و تلقائية. هو بالضبط ذاك الشخص الذي نسي نفسه و نسي الصورة و ركز فقط على الحياة نفسها و ما تمنحه من لقطات جميلة و رفقة طيبة و مشاركة متدفقة.
فكما في الصورة، علينا في الحياة أيضا أن ننسى أنفسنا، و أن نستمتع بالحياة و نرقص معها بكل حب و مرح.