recent
جديد المدونة

تعبئة الهاتف المحمول

الصفحة الرئيسية

تعبئة الهاتف المحمول

بعض النعم لا نعيرها اهتماما و نعتبرها عادية، إلى أن يصادفنا حدث يذكرنا بما لدينا من نعمة. و النعمة التي أتحدث عنها اليوم هي نعمة الهاتف المعبئ. 
أدركت هذه النعمة، عندما كنت جالسة في مقهى. فانغمست في متابعة حوار طريف بين صديقتين جعلني أستغرق في الضحك في أعماقي و أتذكر أشياء نسيتها في حياتي.
حيث كانت إحدى الصديقتين، تريد إجراء مكالمة هاتفية لطرف ثالث. فقالت لها قبل أن تجري المكالمة: " أرجوك تظاهري بأنك تنادينني عندما أبدأ في المكالمة الهاتفية"
في البدء، لم أفهم هذا الطلب الغريب. و لكن ما إن بدأت تتحدث في الهاتف حتى فهمت أن الطرف الثالث يأخذ راحته تماما في الهاتف و لا يبدو أبدا بأنه من ذلك النوع الذي يقلق من ثمن التعبئة و بأن كل كلمة في الهاتف يخسر بها جنوده في معركة الحياة.
ففهمت بأن الفتاة، لم ترد أن تشعر بالإحراج و تخبرالطرف الثالث بأنها لا تملك التعبئة الكافية لإجراء مكالمة مطولة فوجدت هذه الحيلة الطريفة لإنهاء المكالمة بدون أن تحرج نفسها أو تحرج من تتحدث معه. فتتظاهر بأنه هناك من يريدها فتنهي المكالمة بالاعتذار بأنه عليها أن تذهب لأنه يوجد من يناديها على عجل.
ضحكت في أعماقي من هذه الحيلة، و تذكرت حكاياتنا مع الهاتف الجوال. و تذكرت بعضا من حيلنا نحن. و تذكرت كيف كانت تعبئة الهاتف الجوال تسبب الكثير من المواقف المحرجة لنا. حيث كثيرا ما كنا نجد هاتفنا غير مشحون بالتعبئة في اللحظة التي نحتاجها  فنقطع مسافات كبيرة مشيا بحثا عن مكان يبيع التعبئة.
كما أن جيلنا هو الذي اخترع الكلمات المختزلة جدا في الهاتف، لنكتب رسالة قصيرة بمعاني كبيرة حتى لا نضطر إلى إرسال رسالتين أو أكثر.
كما أننا اخترعنا مع بعضنا أجوبة عبر الرنين " البيب Bip". فإذا تواعدنا على أمرما. لنؤكد الأمرعلى بعضنا فإننا نجعل الهاتف يرن رنتين و إذا وقع عارض فإن الهاتف يرن مرة واحدة بمعنى لن نتمكن من إتمام الاتفاق و بأنه وقع عارض ما.
غلاء التعبئة، و الاضطرار لشحنها باستمرار كان يجعلنا نبحث عن طرق و أساليب متنوعة لاستغلال تعبئة الهاتف قدر المستطاع.
اليوم مع عروض الاشتراك الشهرية المناسبة نسبيا، لم نعد نشعر بالإحراج مع الهاتف و أصبحنا نتحدث بأريحية. و لكن الفتاتين في المقهى جعلتني أتذكر فصولا طريفة مع الهاتف الجوال و قصص التعبئة. 
و من المؤكد، أن كل فرد منا عاش فصوله و قصصه الطريفة مع الهاتف الجوال. و لكن من منكم ما زال يتذكرها؟




الهاتف

هل ظهر الهاتف في القرن التاسع عشر؟




google-playkhamsatmostaqltradent