العقل يعجز عن استيعاب اللامتناهي |
ما الذي يمكن أن نتعلمه من اللامتناهي؟
اللامتناهي مفهوم معجز في حد ذاته، فالعقل لا يتقبله على الإطلاق، و لا يستطيع أن يستوعبه فعلا.
و لكن معظمنا، فهمه في درس الرياضيات، حيث أثناء عد الأرقام، فهم بأن العد لا ينتهي أبدا أو الأرقام لا تنتهي لأنه ببساطة يتم إضافة رقم واحد إلى مالانهاية.
و هكذا في طفولتنا، معظمنا قبل أن ينام كان يلعب مع نفسه لعبة العد، و هو يبحث على نهايىة للعد. و عندما يكتشف بأن لا نهاية لذلك، يشعر بمشاعر مختلطة بين الإعجاب و الاندهاش و التوتر و عدم الفهم أيضا.
فعقلنا، في معظم الأحيان، يشتغل في إطار محدد. فهو لا يستطيع أن يفكر في اللامكان و اللازمان، أو يفكر بأبعاد مختلفة.
و هذا أمر ظريف جدا، لأن عقلك عندما يفكر في مشكلة ما أو مشروع ما، فإن العالم يختفي و ليتحول الكون بالنسبة إليه ينحصر في تلك الأفكار أو في ذلك الإطار أو في تلك اللحظة.
و كثيرة هي النكت التي تعبر عن هذا الموضوع، كشخص طيلة حياته لم ير إلا الفأرة. و عندما حدثه أحدهم على البقرة سأله هل هي كبيرة مثل الفأرة؟
و اللامتناهي نعمة كبيرة جدا. لأن الإنسان لو ترآى إلى ذهنه ذلك اللامتناهي، فإن حياته بكل ما يعتقد بأنها معقدة و مليئة بالمشاكل ستبدو له نسبية جدا.
و الإنسان مهما فعل، لم يستطيع أن يصل إلى اللامتناهي، فهو يوجد في اللامكان، و أيضا في اللازمان لأنك سواء غطست في الماضي أو حاولت أن تسافرإلى المستقبل فإنك لن تصل إلى نقطة البداية و لا نقطة النهاية.
و يكفي أن يغمض الإنسان عينيه، ليستشعر اللامتناهي بداخله، فمهما ركز و غطس بداخله فهو لن يصل إلى القرار، و سيكتشف بأن نفسه هي أيضا تسبح في اللامتناهي، أو هي أيضا لامتناهية.
و لهذا كثيرون يشبهون الإنسان بالكون. لأن الإثنين لامتناهيين و لا يمكن تأطيرهما و تحديدهما.
فمن اللامتناهي سنستشعرمشاعر الوسع و الشساعة و الوفرة. و لهذا من المفيد أن نفكر بين الفينة و الأخرى في اللامتناهي.